حيوانات العصر الكمبري
حيوانات العصر الكمبري

الانفجار الكمبري Explosion cambrienne

سألخص في عجالة أهم ما ورد في الحلقة السابقة، كما سأجيب عن الأسئلة التي ختمت بها الحلقة. قبل 3.5 مليار سنة، استطاعت مستعمرات بيكتيريا الأستروميتالات من انتاج أكسجين الأرض، استمرت نسب الأكسجين في التزايد في الغلاف الجوي للأرض طيلة الملياري سنة اللاحقة،  كما تحولت اليابسة من جزر بركانية متفرقة الى  قارة  رودينيا Rodinia العملاقة بفعل نشاط الأرض التكتوني. قبل 650 مليون سنة من الان أصبحت الأرض عبارة عن كرة جليدية لكن كيف تخلصت الأرض من سجنها الجليدي؟

اذا كان سطح الأرض متجمدا، فقلبها لا يزال أسخن من سطح الشمس. بدأت البراكين تثور من جديد،  أطلقت البراكين المنتشرة في أنحاء الكوكب مليارات من الأطنان من ثاني أكسيد الكاربون، التي كانت مخزنة في صخور الأرض قبل الانجماد العظيم،  وبما أن أغلب الصخور لا زالت مغمورة بالثلوج لا يوجد ما يمكن أن يمتص ثاني أكسيد الكاربون،  وبالتالي تشبع الجو بهذا الغاز كالبطانية يقوم بحفظ دفء الشمس استمرت الحرارة في الارتفاع حتى بعد 15 مليون سنة. 

بدأ الجليد في الذوبان والانحسار مما تسبب في المزيد من البراكين التي بدورها تطلق المزيد من ثاني أكسيد الكاربون،  وهذا يزيد من ارتفاع درجات الحرارة أكثر وأكثر. بعد سلسلة من التفاعلات الناتجة عن ذوبان الجليد تحلل بيدروكسيد الهيدروجين وحرر كميات مهولة من الأكسجين. 

الأرض قبل  600 مليون  سنة من الآن

أصبح الجو أكثر دفئا وأصبح طول النهار 22 ساعة،  قبل العصر الجليدي كانت البكتيريا البدائية منتشرة في المحيطات،  لكن جو الأرض لم يكن يسمح للحياة أن تستمر الا في الأعماق قرب المداخن البركانية، لا بد أن بعضها استطاعت الصمود خلال الانجماد العظيم. 

الأرض قبل  540 مليون  سنة من الآن

الانفجار الكمبري

في محيط مليء بالأكسجين، هذه البيكتيريا البدائية تطورت الى نباتات وكائنات أخرى تشبه الحلزون المدرع تدعى الوايواكسيا، وهي جيل جديد من المخلوقات المعقدة متعددة الخلايا، بعدها مباشرة سندخل حقبة من أنشط حقبات الأرض التاريخية، وهو الانفجار الكمبري حيث سمحت مستويات الأكسجين المرتفعة في تطور هياكل المخلوقات العظمية وظهور الديدان والكائنات الأسفنجية  ثلاثيات الفصوص وهي الأقارب البعيدة للحشرات والكركند والعقارب.

ازدهرت الحياة في المحيط من بكتيريا بدائية مجهرية الى مفترسات يبلغ طولها 60 سنتمتر كالاونوميلوكاريس Anomalocaris،  والذي كان يعتاش على ثلاثيات الفصوص. كما ظهرت كائنات أخرى تدعى البيكاليا طولها لا يتعدى 5 سنتمتر،  لكنها تمتلك حبلا شوكيا والذي ستتفرع عنها كل الحيوانات الفقرية. 
فيما بعد بدأت المخلوقات تتخذ أشكالا مألوفة، تحت الأمواج هناك عشرات الآلاف من فصائل النباتات والحيوانات،  لكن لا شيء حتى الان على السطح.

Anomalocaris
Anomalocaris 

 الأرض قبل  460 مليون  سنة من الآن

حتى الان لا توجد حياة على اليابسة،  فقط كميات قليلة من الطحالب لأن الشمس لا زالت تمطر الأرض بأشعتها ما فوق البنفسجية المميتة بالرغم من أن الأعماق تعج بالمخلوقات الحية، لكن النسب المتزايدة من الأكسجين في الغلاف الجوي وتفاعلها مع هذه الأشعة المميتة سينتج غازا أخر،  انه الأوزون الذي بدأ يشكل طبقة حول الأرض، والتي ستتكفل بامتصاص  99% من الأشعة فوق البنفسجية المنبعثة من الشمس.‏ هذه الطبقة الجديدة ستسمح للحياة بالازدهار على اليابسة كما في الأعماق. كانت الطحالب أولى نباتات اليابسة،  وهذه الأخيرة عملت على ضخ المزيد من الأكسجين في الغلاف الجوي.    
سأكتفي بهذا القدر لأواصل معكم في قادم الأيام رحلتنا الملحمية مع تاريخ الأرض الشيق وحلقة جديدة من  سلسلة الصوة الكاملة. 

التعاليق

أحدث أقدم