نجدد ترحيبنا برواد مدونة محيط المعرفة وخاصة متابعي قسم عالم التربية.
موضوعنا لهذا اليوم سنخصصه للحديث عن المعايير والمؤشرات ودورها في عملية تقويم الكفايات.
التقويم من منظور المقاربة بالكفايات هو عملية مندمجة في سيرورة العملية التعليمية التعلمية، تواكب مختلف مراحلها، وتقدم معطيات لتعديل مسارها وتصحيح ثغراتها.

تقويم الكفايات
تقويم الكفايات

في المقاربة بالكفايات، تتغير وظيفة التقويم من تقويم يقارن مستوى المتعلم مع مستوى باقي أفراد مجموعة القسم إلى تقويم يحدد مستوى المتعلم بالنظر إلى القدرات والكفايات المستهدفة انطلاقا من إمكانياته وخصوصياته.
السؤال الذي يطرح نفسه بإلحاح هو كيف يمكن التأكد من فعالية الأداءات المحققة في كل مرحلة من مراحل اكتساب الكفاية وكذا من درجة اكتساب المنشودة؟
سؤال يحيلنا إلى تناول مفهومين رئيسيين يرتبطان مباشرة بعملية التقويم: المعيار والمؤشر.

المعيار

مفهومه

المعيار حسب معجم علوم التربية، خاصية تُعتمد لإصدار حكم تقديري على موضوع معين.
ويعرفه روجيرس باعتباره صفة تميز إنجاز مهمة معقدة. ويمكن صياغته إما باستعمال اسم اصطلح عليه إيجابا (الملاءمة، الانسجام، الدقة، الإبداع، السرعة...)، وإما باستعمال اسم يرفق بمتمم اصطلح عليه (استعمال جيد، تأويل صحيح، إنتاج ذاتي...)، وإما باللجوء إلى سؤال (هل التركيب تام؟ هل أنجز التلميذ عمله بشكل نظيف؟...)

أهمية تحديد المعايير

إن عملية تحديد المعايير لتقويم الكفايات لها ثلاث مزايا أساسية:
  1. منح نقطة أكثر دقة للتلميذ.
  2. تثمين العناصر الإيجابية في إنجازات التلاميذ.
  3. تشخيص تعثرات التلاميذ بشكل دقيق.
ونظرا لأهمية المعايير في عملية التقويم، فإن روجيرس ينبه إلى ضرورة الاعتماد على عدد جد محدود من المعايير.
ويعتبر العديد من الباحثين أن تحكم التلميذ في معيار ما تحكمه قاعدة 2/3 التي تتأسس على مبدأ ضمان على الأقل ثلاث فرص لكل تلميذ من أجل تقويم مدى تحكمه في المعيار المنشود. فإذا ثبت نجاح التلميذ في فرصتين من أصل ثلاثة، يتم الجزم بتحكمه في ذلك المعيار. وتعتبر هذه العتبة أدنى مستويات التحكم في معيار ما.

أنواع المعايير

  • معايير الحد الأدنى:
تعد هذه المعايير معايير إشهادية، نقرر من خلالها أن المتعلم أهل للنجاح أو للإخفاق وبالتالي يحول عدم التحكم فيها دون مواصلة التعلم.
  • معايير التميز:
تعد هذه المعايير غير ضرورية للتصريح بنجاح المتعلم، بيد أنها تمكن من الكشف عن مستوى أداء كل متعلم ومن ثم ترتيبهم ترتيبا تفاضليا. فعدم التحكم فيها لا يحول دون مواصلة التعلم.

مثال: المعايير المعتمدة لتقييم إنجاز في التعبير الكتابي.
معايير الحد الأدنى:
  • وضع تصميم للموضوع: مقدمة، عرض، خاتمة.
  • ملاءمة الإنجاز لما هو مطلوب.
  • عرض الأفكار وتنظيمها.
  • سلامة اللغة.
  • احترام علامات الترقيم.
معايير التميز:
  • إدراج الاستشهادات.
  • تنظيم الورقة.
أما تدبير هذين النوعين من المعايير فيستند إلى قاعدة 3/4 التي تتأسس على مبدأ تخصيص نسبة 1/4 على الأكثر من مواضيع التقويم أو سلم التنقيط لمعايير التميز ونسبة 3/4 لمعايير الحد الأدنى، مما يكثف من حظوظ التلاميذ في النجاح.

مفهوم المؤشر

نحتاج في صياغة المعايير إلى التمييز بين المعيار والمؤشر الدال لأن المعيار له خصائص عامة ومجردة ولا يمكن أن يتناول إلا من خلال عدد من المؤشرات. فالمؤشر يمثل معطى (كميا أو كيفيا) قابلا للملاحظة والقياس وعلامة دالة على بلوغ الهدف المنشود.
وعلى هذا الأساس تعد صياغة المؤشرات أمرا ضروريا في كل مرحلة من مراحل اكتساب الكفاية.
مثال: يمكن أجرأة المعيار المرتبط بـ "تنظيم الورقة"، من خلال المؤشرات التالية:
  • وضوح الخط.
  • الالتزام بعدد السطور.
  • ترك هامش للتصحيح.
  • ترك فراغ عند بداية كل فقرة.
يمكنكم الاطلاع أيضا على موضوع:
منهجية تخطيط درس وفق المقاربة بالكفايات
نتمنى أن يكون الموضوع مفيدا وواضحا ولأي استفسار أو تساؤل يمكن تركه أسفل الموضوع على شكل رد، وإلى لقاء آخر مع موضوع جديد على مدونتكم الثقافية محيط المعرفة.

5 تعليقات

  1. تشكرون على هذا الموضوع القيم والمفيد

    ردحذف
  2. السلام عليكم
    موضوع مهم جدا والفروق هل هي كبيرة بين الاهداف والكفايات والمعايير

    ردحذف
    الردود
    1. وعليكم السلام.
      طبعا أخي الكريم يوجد فرق بين الهدف والكفاية والمعيار

      حذف
  3. شكرا على هذه المعلومات القيمة و التوضيحات اتضح الان الفرق بين المعيار و المؤشر


    ردحذف

إرسال تعليق

أحدث أقدم