لقد أبهرت طبيعة الضوء أينشتاين، ومكنته من الاهتداء إلى سر المادة وشكل الزمكان، وظن العلماء بعد أينشتاين، أنهم تمكنوا من تحديد هذه الطبيعة المراوغة، التي تتأرجح بين الحالة الجسيمية والموجية. بمعادلات ماكسويل، وشرودنغر، وثابت بلانك.  والتي تصف خاصيات اللون، والطول، والعزم الزاوي spin، لدى الفوتون المكون الأساسي للحزم الضوئية.

باحثون من جامعة ترينتي يكتشفون شكلا جديدا للضوء
باحثون من جامعة ترينتي يكتشفون شكلا جديدا للضوء

لكن هذه المسلمات، أصبح مشكوكا في صحتها، بعد أن اكتشف باحثون من جامعة ترينتي شكلا جديدا للضوء. حيث اثبتت تجاربهم، أن باستطاعة الضوء، أن يأخذ أشكالا جديدة، لم ترصد بعد. ولم يتوقع العلماء وجودها من قبل، وجاء تفصيل هذا الحدث العلمي المدهش في البيان الصحفي الذي أطلقته جامعة ترينتي دبلن Trinity College Dublinالواقعة بإيرلاندا، يقول البيان “يتم وصف شعاع الضوء من خلال لونه، وطوله الموجي، وبقياس العزم الزاوي spin للفوتونات المكونة له، ونعني به كمية دوران جسم ما، ورغم انتقال الضوء في خط مستقيم، فهو يستطيع الدوران حول محوره. وهذا ما يجعل اصطدام الضوء المنعكس من المرآة، على شبكية عينك، يشوه رؤيتك لصورتك على المرآة. فكل فوتون يقوم بتدوير المخاريط والعصيات في شبكيتك قليلاً، بشكلٍ أو بآخر.قبل هذا الحدث، كان العلماء متفقون،على أن قيمة العزم الزاوي، توصف بأرقام صحيحة، وتكون دائما من مضاعفات ثابت بلانك (الثابت الفيزيائي الذي يحدد مقياس الآثار الكمومية)".

لكن ما توصل إليه باحثو جامعة Trinity، يؤكد وجود شكل جديد من الضوء، حيث تكون قيمة العزم الزاوي للفوتون فقط نصف قيمة ثابت بلانك.
ويقول ستيفانو سانفيتو، أحد العلماء المشاركين في هذا الاكتشاف، أن الطبيعة الجديدة للضوء ستجعلنا نعيد صياغة قوانين جديدة تأخذ بعين الاعتبار الأشكال الجديدة للضوء، كما أن فهمنا الجديد للضوء، سيفتح لنا آفاق جديدة كما أنه سيمكننا من مضاعفة سرعة الانترنيت، ويجعل كابلات الألياف الضوئية، أكثر أمانا. ويضيف ستيفانو بأن هذا الاكتشاف المفاجئ لم يترك لهم الفرصة ليتخيلوا حجم الـتأثير الذي سينتج عنه.

المجلة العلمية Science Advances.

التعاليق

أحدث أقدم