أغلبنا يتعامل مع العالم على أساس رؤية مشتركة بيننا فإذا كانت أفكارنا وعقائدنا ووجهات نظرنا مختلفة، فإن عيوننا أيضا يمكن أن ترى ألوانا وتفاصيل مغايرة عن بعضنا البعض. الفنانة كونتيشيا أنتيكوConcetta Antico ولدت بعيون مختلفة نتيجة طفرة جينية جعلتها ترى العالم بألوان مختلفة عنا. فما نراه نحن بلون واحد يتبدى لها طيفا من الألوان المتمايزة.
المرأة التي التي ترى العالم بألوان مختلف
المرأة التي التي ترى العالم بألوان مختلف

فالأجسام الباهتة اللون كالحصى على الأرض تبصرها بألوان براقة كأنها لوحة فسيفسائية، تتدرج من البرتقالي إلى الأخضر والأصفر والوردي البهيج، وورقة شجرة خضراء تتراقص أمام عينيها بألوان أخاذة يغلب عليها اللون الأحمر الزمردي، ناهيك عن ألوان الخضر، فالطماطم التي تراها تختلف تماما عن أي طماطم قد رأيتها من قبل بدرجات مختلفة من الألوان، مما يسمح لها بتمييز الناضجة منها. والجميل في الأمر أن كونشيتا فنانة تشكيلية قادرة على تجسيد ما تراه على لوحاتها لتتشارك عالمها السري مع بقية الناس.
لوحة للفنانة أنتيكو تظهر لنا تنوع الألوان التي تراها 

التحليل العلمي لقدرات كونشيتا أنتيكو الفريدة 

نعلم جميعا أن شبكية العين تتكون من مخاريط وعصيات، وأن المخاريط بأنواعها الثلاث هي المسؤولة عن تحليل الضوء الوارد من العالم الخارجي وتحليله إلى أطوال موجية معينة وهو ما يسمى بالأبعاد اللونية الثلاثية.
لكن لدى كونتيشيا أربعة أنواع من المخاريط تمنحها القدرة على رؤية العالم بأربعة أبعاد لونية بسبب طفرة أدت إلى تحورين جينيين على مستوى الصبغي إكس X الموجود لدى جميع نساء العالم. كما أن أنتيكو ليست الوحيدة التي تتمتع بمثل هذه الهبة فهناك حالات لا بأس بها منتشرة في جميع بقاع العالم، أما الرجال فمحرومون منها.
خضعت أنتيكو لعدة دراسات من قبل علماء متخصصون في الوراثة والعين البشرية، على سبيل المثال دراسة قامت بها كل من كيمبرلي جيمسون من جامعة كاليفورنيا و أليسا وينكلر من جامعة نيفادا اللتان كشفتا على أن أنتيكو قادرة على رؤية الفروق الطفيفة للغاية الخاصة بمدى سطوع ألوان معينة أما الألوان التي تراها فتتبدل وتتغير بحسب زاوية النظر إليها . كونتيشيا نفسها تستغرب لماذا لا يرى الناس العالم مثلما تراه هي ويصعب عليها تقبل كونها مختلفة.

أصبحنا نعلم اليوم أن الحشرات والحيوانات والمصابون بعمى الألوان والحالات مثل أنتيكو، يرون العالم بشكل مختلف وهذا يجعلنا نفكر في السؤال الفلسفي القديم : هل نحن نرى العالم كما هو حقا أم نرى فقط ما يتبدى في وعينا؟ وهذا يحيلنا لقول الله سبحانه وتعالى " لَّقَدْ كُنتَ فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَٰذَا فَكَشَفْنَا عَنكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ" سورة ق الآية 22.

                                                                   المصدر موقع BBC Future

3 تعليقات

  1. لقد اثبتت دراسة جديدة ان عنصر الحديد له دور كبير في تسهيل تدفق الدم في الاوعية الدموية الموجودة في شبكية العين مما يقوي الابصار،وهذا يجعلنا نتفكر في قوله تعالى فبصرك اليوم حديد

    ردحذف
  2. معنى وبصرك حديد أريناك ما كان مستوراً عنك. فينقطع العبد عن عالم الدنيا ويرى الملائكة والجن والحق والباطل وهذا دليل على أننا نيام وما الموت إلا يقظة من وهم الحياة الزائف

    ردحذف

إرسال تعليق

أحدث أقدم