السلام عليكم ورحمة الله
دول العالم تنفق ملايين الدولارات بل بلايين الدولارات لمراكز بحوث الفضاء من أجل سبر أغوار هذا الكون، وعلى رأسهم وكالة ناسا الفضائية، ليصلوا إلى حقيقة وجود حياة أخرى عاقلة في هذا الكون اللامتناهي.

مخلوقات فضائية
مخلوقات فضائية


الكشف عن هذا السر سيغير العالم كله ,فيما لو حدث واكتشف فعلا وجود حياة أخرى على كوكب ما يسبح في مجرتنا أو مجرات أخرى، وستتغير نظريات وتوضع نظريات، وسيتغير العالم علميا وفكريا، فيزداد إيمان المؤمنين وكفر الكافرين، أو ينقلب كفر الكافرين إيمانا قويا بالله سبحانه وتعالى.

هذه المسألة  التي تؤرق أجفان علماء الفلك في كل أنحاء العالم تعرض لها القرآن الكريم ولكن ليس بتفصيل علمي، لأن كتاب الله كما أسلفنا في مقالات  سابقة هو كتاب هداية، والإشارات العلمية الواردة فيه ماهي إلا تحفيز للمؤمنين ليزدادوا إيمانا.
والسؤال المحير هل توجد حياة أخرى غير حياتنا الأرضية، في كواكب أخرى، سواء في مجموعتنا الشمسية أوفي مجرتنا أو مجرات أخرى، أوفي أي مكان في هذا الكون الشاسع الأطراف والذي لا يعرف علماء الفلك له نهاية؟

قال تعالى :
" وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَثَّ فِيهِمَا مِنْ دَابَّةٍ ۚ وَهُوَ عَلَىٰ جَمْعِهِمْ إِذَا يَشَاءُ قَدِيرٌ" الشورى 29
الدابة هي وصف لمخلوقات عاقلة كالإنسان أو غير عاقلة كالحيوانات  لأنها جميعا تدب على الأرض، ولا تكون أبدا للملائكة المخلوقة من نور لأن الله حدد صفاتها في قوله  تعالى:
" وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِنْ مَاءٍ ۖ فَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَىٰ بَطْنِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَىٰ رِجْلَيْنِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَىٰ أَرْبَعٍ ۚ يَخْلُقُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ  " النور 45 
أما المقصود هنا في هذه الأية فهي المخلوقات العاقلة والمفكرة لأن من يسجد لله هي المخلوقات العاقلة المطلقة، أما غير العاقلة فإن الله سبحانه وتعالى ذكر لنا صفاتها في القرآن الكريم بأنها تسبح الله ولكن لا تسجد.

وكذلك فإن كلمة  "مِنْ" لا تستعمل إلا للعاقل، وهذا يشير إلى وجود مخلوقات عاقلة في السماوات والأرض. ويرى بعض المفسرين أن قوله تعالى:
"وَهُوَ عَلَىٰ جَمْعِهِمْ إِذَا يَشَاءُ قَدِيرٌ" 
هي احتمال إذا شاء الله أن يجمع ما بين سكان الأرض مع سكان كوكب آخر من مجرتنا أو مجرات أخرى . وفي السنة الشريفة نجد دعاء يقول فيه الرسول صلى الله عليه وسلم:
"اللهم رب السماوات السبع وما أظللن ورب الأرضين السبع وما أقللن "

ونحن الآن نعلم أن أهل الأرض اليوم ,يسعون بكل ما أوتوا من مال وعلم وقدرة إلى البحث عن إشارات على وجود كائنات أخرى خارج كوكب الأرض ,وربما يأتي اليوم بعد تطور العلوم أكثر وأكثر و تصبح هناك إمكانية للاتصال بهم ,أو لربما هم من سيتصلون بنا ,فالعلوم الحديثة برهنت لنا أن كل شيء أصبح ممكنا.
                                                        تفسير الطبري
                                                      الدكتور زغلول النجار





1 تعليقات

  1. توقفوا عن التقول على كتاب الله تعالى بشتى انواع الكذب و الهراء الذي لا يستند الى دليل شرعي واضح. الاحرى هو الاتباع.

    ردحذف

إرسال تعليق

أحدث أقدم