أهلا وسهلا بمتابعي مدونة محيط المعرفة
في عصرنا  الحالي يعتبر ستيفن هوكينغ Stephen Hawking من ألمع العقول في الفيزياء النظرية والكونيات على الاطلاق ’,له أبحاث في العلاقة بين الثقوب السوداء والديناميكا الحرارية والأبعاد الزمانية ,والعجيب في الأمر أن  طفولته كانت طبيعية وخالية من
الأمراض إلى أن بلغ 21 من عمره حيث أصيب بمرض مميت لا علاج له يطلق عليه اسم التصلب الجانبي الضموري حتى أن العلماء أكدوا أنه لن يعيش أكثر من سنتين إلا أن قدر الله كان له رأي آخر والأن سنه يتجاوز  73 عاما .

حكاية "الرجل العقل" مع "التصميم العظيم"
"الرجل العقل"  Stephen Hawking
الإعاقة جعلته غير قادر على إجراء الحسابات وحل المعادلات المعقدة على الورق ,إلا أن إرادته جعلته قادرا على حلها فقط في ذهنه مما جعل أقرانه من الفيزيائيين ينبهرون بقدراته العجيبة للحد الذي جعل أصحابه يطلقون عليه إسم "الرجل العقل", حتى أنه أصبح يشغل كرسي الأستاذية الذي الذي جلس عليه إسحاق نيوتن .تفاقم مرضه و أصبح غير قادر على النطق أو تحريك أي عضو من أعضاء جسمه .
إلى أن تمكنت شركة إنتل للمعالجات والنظم الرقمية بتطوير نظام حاسوبي خاص متصل بكرسيه يستطيع هوكينج من خلاله التحكم بحركة كرسيه والتخاطب باستخدام صوت مولد إلكتروني وإصدار الأوامر عن طريق حركة عينيه ورأسه.

صرح في كتابه "التصميم العظيم" The Grand Design" الصادر سنة 2010  أن الكون لا يحتاج إلى خالق . ويقو ل أيضا أنه  مثلما أزاحت النظرية الداروينية الحاجة إلى خالق في مجال علم الأحيائي، فإن النظريات الفيزيائية الجديدة قد أزاحت الحاجة إلى مصمم وخالق ,وأكد أيضا أن نظرية" M" أو ما يصطلح على تسميته بنظرية كل شيء المستندة لنظرية الأوتار ونظرية الكم  quantum theory قادرة على شرح خاصيات الطبيعة كافة.

ويبرر مزاعمه بأن قانون الجاذبية قادر على خلق نفسه من العدم ,وبالتالي يمكن الخلق من لا شيء وبعبارة أخرى يمكن للوجود أن ينبثق من العدم يقول Stephen Hawking: “ يمكن القول إن الكون لم يكن بحاجة الى خالق يشعل فتيلا ما لخلقه”، وأن الإنفجارالكبير  لم يكن سوى نتيجة حتمية لقوانين الفيزياء. ويضيف أن الأرجح هو وجود أكوان متعددة  خارج مجموعتنا الشمسية. فإذا كانت نية الله خلق الجنس البشري، فهذا يعني أن ذلك الكون المتعدد بلا غرض يؤديه وبالتالي فلا لزوم له.

ردود مختلفة على كتاب التصميم العظيم" The Grand Design".


أحدث كتاب " The Grand Design العديد من ردود الفعل حتى أن صحيفة تايمز كتبت على صفحاتها "في ما مضى كان هوبكينغ يتساءل عما إن كان بوسع العلوم في يوم ما أن ترفع النقاب عن عقل الخالق. لكنه يقول الآن إن الدين والعلوم ضدّان تستحيل المصالحة بينهما. ويرجع هذا الى أن الدين يقوم على السلطة، بينما تقوم العلوم على الملاحظة والعقل التحليلي ولهذا فهي السبيل الوحيدة أمامنا".

·     كما عقب الفيزيائي الساخر  بن ميلر: "نظرية " M" غامضة إلى حد أن لا أحد يعلم ماذا يعني  حرف " M"  هذا. فهي توحي بأن هناك 11 بعدًا زمنيًا و مكانيًا في الكون ،وأن هذه الأبعاد هي التي تقرر ترتيب الثوابت الأساسية في الطبيعة… لكن ما هو السبيل لفهم هذه الأبعاد وهذا الترتيب؟ لا فكرة لدي! ولهذا فسيظل سر الكون كما هو بغض النظر عن محاولات الإنسان رفع النقاب عن مسألة الخلق. وبالنسبة لمعظمنا، فإن أسرار الطبيعة عديمة الفائدة في أيدينا على أي حال".".

إذا سلمنا بأن المادة يمكن أن تنبثق من العدم فكيف نثبت أن الكون المصمم كما أسماه ستيفن هوكينغ "المشروع العظيم" قادر على تنظيم قوانينه في توليفة دون الحاجة لمبدع وكيف يمكن أن تنتج عن هذا التصميم كائنات عاقلة قادرة على الجدال كصاحبنا .ربما يكون  لذا ستيفن هوكينغ   عقلا فدا وألمعيا لكن العقلُ الإنسانيُّ لا يستطيعُ أن يصل إلى قرارات صحيحة ، (وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءَهُمْ لَفَسَدَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ) [المؤمنون: 71]. لأن الإنسان ذو نزَعَاتٍ نفعيَّةٍ ضيِّقةٍ.

الإنسان بعقلِه المُجرَّد، وهواه الطاغِي تجلَّى وتجسَّد في كثيرٍ من مظاهِر حضارَةِ اليوم. فلا اعتِرافَ بعالم الغيب، ولا بما وراء الطبيعة كما يحلو لهم تسميته، وإنما هو العالمُ المحسوسُ المنظورُ ولا شيء غيرُه.
بل لقد جعَلوا الإنسان هو الصانِعُ لقِيَمه، فاتَّخذَ لنفسِه نهجًا ومسارًا ابتعَدَ فيه عن الدين والإيمان، وما جاءَت به الرُّسُل وتنزَّلَت به الكتُب. وفي الفيديو المصاحب ستجدون ردا للمفكر عدنان إبراهيم .


                                     كتاب       " The Grand Design"



التعاليق

أحدث أقدم