يدلف اللاعبون المعاصرون إلى عالم غني بصريا حيث يمكنهم انتحال شخصية تختلف عنهم تماما، كشخصية "الأفاتار" من خلال مواقف تنطوي على اختيارات أخلاقية، أو العنف والعدوان، ولعب الأدوار، في ظل وجود أنظمة معقدة من المكافأة في صلب الألعاب، والتي توفر حافزا للاستمرار في العيش في الخيال.


كيف تؤثر الألعاب الإلكترونية على بنية الدماغ؟

وقد ينغمس بعض الأفراد لدرجة أنهم يفقدون الصلة بالعالم الحقيقي، وبالزمن، فقد أشار بعضهم إلى أنهم تحولوا إلى الأفاتارات الخاصة بهم عند قيامهم بتحميل اللعبة. وبدلا من ذلك، قد يطور اللاعبون ارتباطا عاطفيا بشخصياتهم. فكيف، إذن تؤثر بالفعل هذه الألعاب الشديدة التحفيز، والعنيفة في الكثيرمن الأحيان، والتي تحمل فيكثير من الأحيان خصائص إدمانية؟
تكشف الدراسات التجريبية أن ألعاب الفيديو العنيفة تؤدي إلى زيادات في السلوك العدواني المرافق لتدهور السلوك الاجتماعي الإيجابي. يبدو أن العدوان الذي تحرضه ألعاب الفيديو ينتج مباشرة ليس فقط عن طريق الاستفزاز المباشر،  ولكن أيضا عن الاستعدادات والتأثيرات البيئية الأقل مباشرة، مع قيام الفرد تدريجيا بتكوين رأي سائد أكثر عدائية.
وعلى الرغم من عدم ثبوت كون الألعاب العنيفة سببا مباشرا للسلوك العنيف جنائيا، فهناك أدلة قوية على أن ممارستها قد تزيد ذلك النوع من العدائية المنخفضة الشدة التي تحدث في المدارس والإعداديات. قد يكون الأمر أيضا أن ألعاب الفيديو تؤدي إلى التهور المفرط. ففي دراسة أجريت أخيرا باستخدام التصوير الدماغي، تمثلت النتيجة الرئيسية في تضخم منطقة معينة من الدماغ يطلق عليها اسم النواة المتكئة Nuclus accumbens والذي يرى عادة عند المقامرين القهريين. والأكثر إثارة للاهتمام من ذلك كله هو أن هذه المنطقة بعينها من الدماغ تفرز الدوبامين dopamine وهو مرسال كيميائي رئيس يزداد افرازه بفعل جميع العقاقير الإدمانية ذات التأثير العقلي، فمدمن الألعاب الالكترونية والمقامر يتشاركان بالفعل خاصية التهور فكلاهما يعتقدان أن خسارة كل شيء و الموت ينتهي بانتهاء جولة اللعب للعودة للعب مرة أخرى، مما قد يوحي لعقليهما أن العواقب في العالم الحقيقي لا تختلف عن عواقب العالم الافتراضي.

التعاليق

أحدث أقدم