يعرف جيمس دريفر الخرافة بأنها:
"عقيدة أو نسق من العقائد القائمة على أساس صلة خيالية بين الأحداث، وغير قابلة للتبرير على أساس عقلي "Rational grouns.
أما انجلز فيعرف الخرافة بالرجوع إلى مصدرها أو إلى منبعها فيقول أنها:
"الخرافة عقيدة شبه دينية أو هي نشاط أو سلوك شبه ديني، وعلى العموم هي إما منحدرة من عقيدة دينية سابقة أو هي فساد لعقيدة أصلية".
ويعرف يونغ الخرافة بأنها:
"اعتقاد راسخ في القوى فوق الطبيعية وفي الإجراءات السرية أو السحرية المنحدرة من التفكير الخيالي والتي أصبحت مقبولة اجتماعيا".
ويقصد بالخرافة اعتقاد أو فكرة لا تتفق مع الواقع. والخرافة كظاهرة اجتماعية ليست بعبدة عن الواقع وحسب وانما يشترط أن تكون مستمرة ودائمة وليست طارئة أو وقتية، وإنما هي موقف ثابت في حياة المؤمنين بها، ويفسرون الأحداث تبعا لها ويحلون مشاكل الحياة التي تجابههم. وقد يلجأ إليها الفرد لتفسير بعض المواقف عندما لا يجد أسلوبا آخر أفضل منها، كأن يفسر المرء اصابته بمرض عضال بالرجوع إلى الجن والشياطين، وغير ذلك من الظواهر الطبيعية كخسوف القمر وكسوف الشمس وارجاع ذلك إلى بنات الحور مثلا في الفكر الخرافي الفرعوني.
التحليل السيكولوجي للخرافة في العصور الوسطى
ويذهب البعض إلى القول بأن الخرافات يزداد انتشارها في فترات القلاقل والاضطرابات وتعرض المجتمع لمواقف صعبة ويضربون المثل بالمجتمع الأوروبي في
العصور الوسطى حيث انتشر الاعتقاد بتسبب الساحرات في انتشار وباء الطاعون الذي قتل ثلث سكان أوروبا مما جعل الكنيسة تحرص على حرق النساء المشتبه بممارستهم للطقوس السحرية , ولكن يبدو أن العامل المؤثر في انتشار الخرافة ليست الصعوبات والقلاقل وإنما في عدم انتشار العلم والاكتشافات العلمية التي تهدي الناس وتضع أيديهم على الأسباب الحقيقية لما يحيط بهم من ظواهر غامضة. فأوروبا في
العصور الوسطى كانت تغط في نوم عميق وكان الجهل يخيم عليها، ولذلك انتشرت بها الخرافة. إن القرن العشرين مملوء بالقلاقل السياسية والاقتصادية، لكنه عصر ازدهار وعلم، والمفروض أن انتشار العلم يبدد ظلام الخرافة، ويساعد الناس على إدراك علل الأشياء الحقيقية بالاعتماد على الملاحظة والتجربة والاستدلال العقلي والاستقراء السليم.
الخرافات ذات الأساس الديني
أما التفكير الخرافي فيغلب عليه أن يكون غيبيا وميتافيزيقيا يستند إلى أمور كالأرواح والشياطين
والسحر والحظ والوصفات البلدية أو الشعودة. يقال أن التشاؤم من الرقم 13 في المجتمع الغربي يرجع ارتباطه، ولو كان ارتباطا عرضيا، ببعض الأحداث التي وقعت للسيد المسيح عليه السلام، فلقد كان الاجتماع الأخير بتلاميذه بضم 13 شخصا وبعدها صلبه اليهود حسب زعمهم. وهذا الارتباط العرضي أدى إلى انتشار خرافة الرقم 13 المشؤوم مما جعل بعض الفنادق في بريطانيا تمنع ترقيم غرفها بهذا الرقم لأن زبائنهم يتشاءمون من هذا الرقم بالذات. والمعروف أن حواس الإنسان عاجزة عن ادراك جميع موجودات العالم, ومن هنا يذهب المؤمنون بالخوارق بوجود أرواح هائمة تثير الشرور في كل مكان ولكن حواسنا تعجز عن ادراكها .
الخرافة والشخصية الفصامية
ومن الضروري أيضا على علم النفس أن يبحث في العلاقة بين انفصام الشخصية وبين السحر والحسد فنقول مثلا أن الشخصية التي لديها استعداد فصامي تكون أكثر قابلية للسحر والحسد من الشخصية السوية ويرجع ذلك إلى قابلية الفصامي للإيحاء وبالتالي تقبل الأفكار السلبية التي يمكن أن تنعكس على حالته الصحية أو سلوكاته الحياتية.
إرسال تعليق