انتشرت في الآونة الأخيرة صور كلب اعزكم الله، على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، وجده بعض طلبة الجامعة بالمغرب، وقد فقأت كلتا عيناه وخيط فمه بعد أن وضع سحر داخله حتى جفت أعضاؤه الداخلية من شدة العطش والجوع. وهذا دليل على كثرة السحروالسحرة في هذا العصر وتساهل الكثير في الذهاب إليهم وطلب الشفاء على أيديهم ويزعمون أن هذا من فعل الأسباب وهو في الحقيقة منكر عظيم وخطر مدلهم كبير يخلخل العقائد ويزعزع الإيمان.

كيف تحمي نفسك من السحر والسحرة ؟
طلسم سحري
وقد جاء في صحيح الإمام مسلم من طريق يحيى بن سعيد عن عبيد الله بن عمر العمري عن نافع عن صفية عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم أن النبي صلى الله وسلم قال :
( من أتى عرافاً فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين ليلة )
والساحر بمنزلة الكاهن، فكثرة خطرهم وبُعدهم عن الإيمان جعلهم بمنزلة الشياطين فعند أبي داود بسند صحيح من طريق سفيان عن عمرو بن دينار عن بجالة بن عبدة قال جاءَنا كتاب عمر رضي الله عنه قبل موته بسنةِ يقول فيه:
( اقتلوا كل ساحر .... )

وصح عن حفصة رضي الله عنها أنها أمرت بقتل جارية لها سحرتها. رواه عبد الله بن الإمام أحمد من حديث ابن عمر. فمن سأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين ليلة وأما إن صدقه بما يقول فهذا كافر بما أنزل على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم لما روى الحاكم بسند صحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
( من أتى عرافاً أو كاهناً فصدقة فيما يقول فقد كفر بما أُنزل على محمد صلى الله عليه وسلم ) 
وعند البزار بسند صحيح عن أبن مسعود موقوفاً قال:
((( من أتى كاهناً أو ساحراً فصدقة بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم ))) 

وأما زعم بعض الناس بأن هذا سبب لـفك السحر فهذا خطأ لأن السبب غير شرعي ومخالف للثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم فقد جاء عند أبي داود بسند حسن من طريق عقيل ابن معقل قال:
سمعت وهب بن منبه يحدث عن جابر بن عبد الله أن النبي صلى الله عليه وسلم سُئل عن النشرة، فقال:
(( هي من عمل الشيطان )) 

والنشرة حل السحر عن المسحور فإذا كان حله عن طريق السحر فالحديث صريح بالمنع ويالله العجب كيف يجوز حل السحر عند السحرة وقد أجمع الصحابة رضي الله عنهم على قتلهم فالمسلم مأمور بقتل السحرة ولم يؤذن له بالتداوي عندهم وأما إن كان حل السحر عن طريق الرُقية الشرعية بكلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم والأدوية المعروفة فهذا مشروع لقوله تعالى:
{ وَنُنَزِّلُ مِنْ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ }
فالقرآن كله شفاء ودواء لكل داء فمن آمن به وأحل حلاله وحرم حرامة انتفع به انتفاعاً كبيراً ومن صَدَقَ الله في قصدِه وإرادتهِ شفاه الله تعالى وعافاه من دائه وعلى المبتلى به ملازمة الدعاء والتضرع لرب الأرض والسماء وتحري أوقات الإجابة كثُلث الليل الآخر والسجود وبين الأذان والإقامة فهذه الأوقات أحرى في الإجابة من غيرها وهذا دواء من ابتُلي بـالسحر.

وأما من عافاه الله منه ولم يُصَب به فعليه بالاحتراز منه واتقاء شره بالأذكار المأثورة الثابته عن النبي صلى الله عليه وسلم والمحافظة عليها صباحاً ومساء وقراءَةِ المعوذتين وآية الكرسي دبر كل صلاة وإن تيسر التصبح بسبع تمرات من تمر العجوة فهذا سبب شرعي وحصن حصين من كل ساحر مريد ففي الصحيحين وغيرهما من حديث عامر بن سعد عن سعد رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
( من تصبح بسبع تمرات من تمر العجوة لم يُصبه سُم ولا سحر ) 
وقد اشترط كثير من أهل العلم في التمر أن يكون من العجوة على ماجاء في الخبر ولكن ذهب آخرون من أهل العلم إلى أن لفظ العجوة خرج مخرج الغالب فلو تصبح بغير تمر العجوة نفع وهذا قول قوي وإن كنت أقول إن تمر العجوة أكثر نفعاً وتأثيراً وبركة إلا أن هذا لا يمنع التأثير في غيره .
                                                      
               كتاب : احذروا السحروالسحرة سليمان بن ناصر العلوان

التعاليق

أحدث أقدم