بدأ عصر البرونز في المنطقة الإيجية (نسبة لبحر إيجة) حوالي 2300 ق.م وأصبح شائعاً عام 1200 ق.م وكانت أول الحضارات التي بزغت في هذا العصر هي حضارة جزيرة كريت والمعروفة بالحضارة المينوية، وجزر السكلاد التي تعرف هي الأخرى بالحضارة السكلادية وتلتهما مدينة موكيناي والمعروفة باسم الحضارة الموكينية أو المسينية كما يحلو للبعض أن يسميها، وأهم ما يميز حضارات عصر البرونز هو قيام المدن التي تؤشر لانتقال الإنسان من طور البداوة إلى المدنية.
قصر كنسوس الشهير بجزيرة كريت - الحضارة المينوية
قصر كنسوس الشهير بجزيرة كريت - الحضارة المينوية


الحضارة المينوية أو الكريتية:

ظهرت هذه الحضارة في فجر عصر البرونز حوالي 2500ق.م وتعتبر من أقدم حضارات بحر إيجة والعالم اليوناني، وقد أطلق العالم الأثري "إفان" على حضارة كريت اسم الحضارة المينوية نسبة إلى مينوس وهو أحد ملوك كريت الذين ورد ذكرهم في الأساطير اليونانية.

ويرجح المؤرخون أن يكون أصل الكريتيين من آسيا الصغرى و جزر الكوكلاديس. جاؤوا اثر هجرات جماعية للاستفادة من موقع كريت الحيوي بين حضارات العالم القديم. واستطاع المينويون بناء قصور ضخمة وحولوا قراهم إلى مدن وجعلوا من مدينة "كنسوس" عاصمة لهم. وتدل الآثار المينوية التي عثر عليها في سوريا ومصر وآسيا الصغرى على مدى اتساع نشاطهم التجاري، كما تدل الحفريات على امتلاك ملكهم مينوس لأسطول بحري قوي مكنه من السيطرة على بحر إيجة بما فيه من جزر الكوكولايدس.
لقد بلغ الفن في جزيرة كريت درجة رفيعة في الحقبة ما بين 2100و1950 ق.م ويظهر ذلك جليا في زخرفة القصور والتماثيل والنقوش البارزة والرسوم المعبرة عن جوانب مختلفة من الحياة الكريتية، ممزوجة بعناصر حيوانية ونباتية.كما برعوا في صناعة المجوهرات والذهب والفضة والأواني البرونزية والأسلحة من خناجر وسيوف.  

يرجع المؤرخون اختفاء الحضارة المينوية إلى عدة عوامل من أبرزها الغزوات والهجمات المتتالية من قبل الحضارات المجاورة، وبالأخص تلك شنها الموكينيون عليهم ويعود تردي تجارتهم البحرية إلى تحطم الأسطول المينوسي أثناء الهجمات مما جعل التجارة وجلب المواد الأساسية صعبا إلى الجزيرة.

التعاليق

أحدث أقدم