عزيزي القارئ لا شك في أنك تساءلت في وقت من الأوقات عن سبب زرقة السماء ؟ لكن قبل أن أجيبك عن السؤال،  يجب أن تعلم أن هذا السؤال يصنف على أنه اكثر التساؤلات طرحا عند كافة الشعوب ومختلف الثقافات. لأن جل نشاطات الناس مرتبطة بحالة الجو ولون السماء.
ما سبب زرقة السماء؟
ما سبب زرقة السماء؟

السماء من على القمر تظهر سوداء مهما كانت ساعات اليوم،  أما من على الأرض فتتخذ عدة ألوان،  تظهر باللون الرمادي في حالة العواصف أو تميل إلى الحمرة أو الصفار في المغيب،  لكن يبقى اللون السائد طيلة اليوم هواللون الأزرق ويبقى الجواب الأكثر بساطة عن هذه الظاهرة هو تفاعل جزيئات الغلاف الجوي مع أشعة الضوء القادمة من الشمس.
لكن مهلا لو دخلت غرفة وأحكمت سد واغلاق جميع المنافذ التي يمكن أن يتسرب منها الضوء،  وحاولت أن ترى فكل ما ستشاهده هو السواد المطبق ماذا يعني ذلك ؟
الجواب هو أنه لا وجود للأوان في الطبيعة فعندما ترى سطحا أحمر فهو ليس بالضرورة أحمر لان هذا السطح امتص جميع ألوان الطيف( البرتقالي الأصفر الأخضر الأزرق النيلي ثم البنفسجي) وعكس فقط اللون الأحمر وهذا ينطبق على جميع السطوح حسب بنيتها الجزيئية وخصائصها الفيزيائية. لكن ماذا عن الأجسام التي تظهر باللون الأبيض مثلا الحليب بالنسبة لسطوح هذه الأجسام فهي تعكس كل الألوان فتظهر بيضاء. والعكس بالنسبة للسطوح التي تبدو سوداء فهي تمتص جميع الألوان بحيث يظهر للعين البشرية "اللالون" والذي نسميه السواد وللبرهنة على ذلك يمكنك اختبار قرص نيوتن،  الذي يبين أن الضوء الأبيض يمكنه أن يكون كل ألوان الطيف المرئي، وفكرة نيوتن أنه رسم دائرة بداخلها جميع ألوان الطيف المرئي، ووضع تلك الدائرة في مروحة، وحركها، فوجد أن لونها تحول إلى أبيض. لاحظ نيوتن أن ما حدث ذلك هو بسبب زيادة سرعة دوران تلك الدائرة الموجود عليها جميع ألوان الطيف المرئي.

نرجع لسؤالنا المحوري ما سبب زرقة السماء؟؟

نفهم من هذا كله أن أشعة الشمس هي في الأساس عبارة عن موجات كهرومغناطيسية تجعل من الجسيمات المشحونة الصغيرة مثل الالكترونات والبروتونات تحاصر داخل جزئيات الهواء وتبدأ بالتأرجح صعوداً وهبوطاً مثل لعبة البينغ بونغ, في نفس الوقت الذي تقوم به أشعة الشمس بالمرور خلال الغلاف الجوي. عندما يحدث هذا, تبدأ الشحنات المتأرجحة بإنتاج اشعاعات كهرومغناطيسية بنفس تردد أشعة الشمس الواردة, ولكن موزعة في جميع الاتجاهات المختلفة. خاصية اعادة التوجيه هذه تسمى بالانتثار الضوئي.
والخدعة هنا هو أن اللون الأزرق احدى مكونات طيف الضوء المرئي له طول موجي أقصر وترددات أعلى من اللون الأحمر. ولذلك أثناء البينغ بونغ, الأزرق هو اللون البطل الذي يفوز دائماً في لعبة الانتثار الضوئي هذه. والسبب هو أن عندما تبدأ الالوان بالاندثار في جميع الاتجهات, فإن اللون الأزرق ينتشر بسرعة وقوة أكثر من غيره.
وبشكل أكثر  تبسيطا،  فالغلاف الجوي يمتص جميع ألوان الطيف المرئي،  ويقوم بتشتيت اللون الأزرق فقط،  لأن  له طول موجي أقصر وترددات أعلى من  من باقي الألوان. أما عند غروب الشمس فيخترق ضوء الشمس غلاف الأرض الجوي،  الذي يعمل على شكل موشوربزاوية حادة وبالتالي سيقطع مسافة أكبر،  فيمتص جميع الألوان بما فيها الأزرق وينشر اللون الأحمر بدرجات مختلفةلأنه يمتلك أطول طول موجي وتردد أقل مقارنة بباقي الألوان وإلى موضوع آخر بمشيئة الله.

1 تعليقات

  1. عندي سؤال لو سمحت
    انت طلعت على قمر و شوفت بالعينك ؟؟؟

    ردحذف

إرسال تعليق

أحدث أقدم