في موضوعنا لهذا اليوم سنتعرف على أحد أقسام موضوع ديناميكية السكان وهو الهجرة، إذ سنتعرف على تعريف الهجرة وأنواعها ونتائجها.

تعريف الهجرة

يمكن تعريف الهجرة بأنها عملية انتقال عدد من السكان من نقطة جغرافية إلى نقطة جغرافية أخرى مع اعتبار مدة الإقامة في نقطة الوصول والمسافة بينها ومكان المغادرة.
ليس هناك إجماع بين مختلف الدول حول المسافة ومدة الإقامة. يعتبر المهاجر مغادرا بالنسبة لموطنه الأصلي، ووافدا بالنسبة لنقطة الوصول.

هجرة خارجية
هجرة خارجية

أنواع الهجرة

هناك نوعان أساسيان للهجرة ينقسم كل منهما إلى أنماط مختلفة:

1- الهجرة الداخلية

وهي انتقال عدد من السكان من مقر إقامتهم الأصلي إلى أماكن أخرى داخل التراب الوطني لبلادهم. ولهذا النوع من الهجرة أنماط نذكر منها:

هجرة داخلية
هجرة داخلية
  • الهجرة الريفية - الحضرية: وهي انتقال السكان من مناطق قروية إلى مدن.
  • الهجرة الحضرية - الحضرية: وهي انتقال السكان من مدينة إلى أخرى.
  • الهجرة الحضرية - الريفية: وهي انتقال السكان من مدن إلى مناطق قروية.
  • الهجرة الريفية - الريفية: وهي انتقال السكان من مناطق قروية إلى مناطق قروية أخرى.

2- الهجرة الخارجية (أو الدولية)

وهي انتقال عدد من السكان المهاجرين من وطنهم الأصلي إلى دولة أخرى.
ومن أنماط هذا النوع من الهجرة:
  • هجرة القوى العاملة وهي انتقال اليد العاملة من دولة إلى أخرى.
  • هجرة الأدمغة أو الكفاءات.
  • الهجرة القسرية (اللاجئون) وهي لجوء عدد من المهاجرين إلى موطن آخر بصفة اضطرارية لظروف معينة سائدة في موطنهم الأصلي.
وفي كلا النوعين، قد تكون الهجرة موسمية أو دائمة، طوعية أو إجبارية. مثلا:
هجرة موسمية: هناك عدد من الناس يغادرون مكان إقامتهم عند حلول موسم الحصاد للعمل بمناطق أخرى حتى إذا انتهى الموسم عادوا إلى مقرهم الأصلي.
هجرة دائمة: مثل عمال بعض الدول العربية بالخارج والذين اتخذوا من البلد الذي يعملون به مقرا دائما لإقامتهم.
هجرة طوعية: لسبب ما يقرر المرء من تلقاء نفسه أن يهاجر إلى منطقة أخرى بصفة موسمية أو دائمة.
هجرة إجبارية: هي هجرة مفروضة لسبب ما. كمثل على ذلك، قد يصدر أمر إداري بترحيل مجموعة سكنية معينة من مقر إقامتها إلى مقر جديد.

العوامل

تكون للهجرة في غالب الأحيان أسباب اقتصادية، وقد تكون كذلك أسباب سياسية أو إدارية أو غيرها. وكيف ما كانت الأسباب، فيمكن إرجاعها إما لعوامل تتعلق بنقطة المغادرة (عوامل الدفع) أو لعوامل تتعلق بنقطة الوصول (عوامل الجذب). وغالبا ما تتدخل عوامل الدفع والجذب معا في قرار المرء بالهجرة أو عدمها.
أمثلة: من عوامل الدفع
  • ضيق العيش في الموطن الأصلي.
  • عدم وجود فرص للشغل.
  • مشاكل مع الإدارة والبحث عن الهروب.
  • سهولة الحصول على جواز السفر للراغبين في الهجرة إلى الخارج.
  • عدم وجود مدرسة للأطفال.
  • عدم التمتع بالحريات (الشخصية أو الجماعية أو السياسية).
  • عدم وجود طبيب لتتبع مرض طويل الأمد.
  • احتمال التعرض لخطر طبيعي (بركان أو سد في طور البناء مثلا).
أمثلة: من عوامل الجذب
  • توفير نوع من الرفاهية.
  • توفير فرص الشغل.
  • وجوب أو عدم وجوب الحصول على تأشيرة الدخول بالنسبة للأجانب.
  • إمكانية تمدرس الأطفال.
  • التمتع بالحريات العامة.
  • توفير التطبيب.
  • توفير الضمان الاجتماعي.
  • توفير الأمن والاستقرار.
  • تجميع العائلة (الالتحاق بالزوج مثلا).

من نتائج الهجرة

هجرة الأدمغة
هجرة الأدمغة

  1. إن المهاجر، وخاصة إذا هاجر إلى دولة أخرى، يجد نفسه مغتربا بين عشية وضحاها، ويكون مضطرا للإندماج في مجتمع هو غريب عنه وللتعامل مع ثقافة لا علاقة لها بثقافته الأصلية، وربما اضطر لتعلم لغة لم يكن يعرف عنها شيئا من قبل.
  2. قد يصمد المهاجر أمام كل مشاكل المهجر معتبرا أن مبتغاه من هجرته أكبر بكثير من كل هذه المشاكل، وقد تمضي سنوات طويلة قبل أن يقرر العودة إلى بلده الأصلي ومعه زوجته وأطفال أنجبهم في المهجر. وهنا تظهر مشاكل أخرى تتعلق بإعادة الإندماج في الوطن الأصلي سواء بالنسبة للمهاجر نفسه الذي اكتسب عادات وتصرفات جديدة خارج بلاده، أو بالنسبة للأطفال الذين شبوا على ثقافة مجتمع ليس هو الذي يجدونه أمامهم عند العودة.
  3. إن للهجرة وظيفة انتقائية بحيث ليس بإمكان كل فرد أن يهاجر، خاصة خارج الحدود الدولية. إضافة إلى أنه ذكر في غالب الأحيان فلا بد أن يكون المهاجر من فئة عمرية تسمح له بالعمل في البلد المستقبل إذا كانت تلك هي رغبته، ولا بد أن يكون على درجة من الوعي ليتمكن من الحكم على عوامل الدفع وعوامل الجذب قبل أن يأخذ قراره بالهجرة وقد يكون لهذا الوعي علاقة وطيدة بالمستوى التعليمي. انطلاقا من هذه الملاحظات عن انتقائية الهجرة، فإن البلد الأصلي يكون قد خسر مجموعة من يده العاملة، وربما من أدمغته التي أنفق عليها في المدارس والمستشفيات وغيرها أموالا باهضة دون أن يستفيد من ما حصلته من خبرة. أما البلد المستقبل، فإنه يستفيد من جهود البلد الأصلي بتلقيه يدا عاملة جاهزة. وفي المقابل، فإن البلد الأصلي يتوصل عن طريق مهاجريه بالعملة الصعبة التي يستقونها من البلد المستقبل، كما أن المهاجرين يكتسبون خبرات قد تعود بالنفع على بلدهم الأصلي عند عودتهم. قد تمثل الهجرة كذلك منفذا للتخفيف من حمل البطالة في البلد الأصلي، وربما تكون من أسباب زيادة البطالة في البلد المستقبل إذا اعتبرنا أن البلد الأصلي ينتمي عادة إلى الدول النامية في حين أن البلد المستقبل يكون في الغالب دولة غنية، وأن المهاجرين يقبلون العمل بأجور أقل وفي ظروف لا يقبل مواطنو البلد المستقبل العمل بها.
  4. انطلاقا من انتقائية الهجرة نفسها، فإن للمهاجرين خصوصيات ديموغرافية تختلف عن الخصوصيات الديموغرافية للمجموعة البشرية الأم في البلد الأصلي وكذا عن خصوصيات المجموعة البشرية المستقبلة، أي البلد المستقبل. وبالتالي، ومع اعتبار حجم الهجرة طبعا، أي عدد المهاجرين ونسبتهم من سكان البلد الأصلي والبلد المستقبل، فقد يكون للهجرة تأثير على المعطيات الديموغرافية لكلى البلدين، مثلا: أ- من حيث سن وعدد المهاجرين، يمثل المهاجرون نقصا في فئات عمرية معينة وخاصة عند الرجال بالنسبة للبلد الأصلي، وزيادة في نفس الفئات العمرية بالنسبة للبلد المستقبل، علما بأن المهاجرين يكون أغلبهم من الرجال في سن العمل. ب- اعتبارا لكون الفئات العمرية للمهاجرين توازي سن الإنجاب، فإنهم يساهمون في الرفع من معدلات الولادة في البلد المستقبل حيث ينجبون أطفالهم في حين يساهم غيابهم في التقليص من مستوى الولادة في البلد الأصلي. ج- اعتبارا لمستوى وعي المهاجرين، ولكون بنيتهم الديموغرافية لا تشمل إلا نسبة ضئيلة من المسنين والرضع والأطفال الذين تكون معدلات وفاتهم مرتفعة، فإن معدلات الوفيات بينهم تكون أصغر مما هي عليه في البلد الأصلي وتبقى في الغالب أكبر مما هي عليه في البلد المستقبل والمتقدم اقتصاديا. وبالتالي فإن الهجرة تساهم في الرفع من معدلات الوفيات في البلدين.
  5. فيما يخص الهجرة الداخلية، وخاصة منها الهجرة الريفية - الحضرية، فمن بين أهم نتائجها دورها في تدعيم نسبة السكان الحضريين وتقليص نسبة السكان القرويين إضافة إلى تفاعلات اجتماعية واقتصادية شتى.
(معدل التحضر: نسبة السكان الحضر من مجموع سكان البلاد).

التعاليق

أحدث أقدم