عزيزي القارئ لا بد أن عبارة "التفكير خارج الصندوق" قد طرقت سمعك من قبل، الصندوق هنا كناية عن أنماط وطرائق التفكير الاعتيادية التي تعودنا استعمالها في حل المعضلات والتي تحد من رؤيتنا للفرص الأخرى.

التفكير خارج الصندوق 

تعلم التفكير خارج الصندوق
تعلم التفكير خارج الصندوق

أما التفكير خارج الصندوق فهو تفكير يثور على النمطية، هذا النوع من التفكير الابداعي يجعلك تطرح كل ما تعودت فعله في مواقف معينة وتختبر جميع الأفكار الأخرى غير المتوقعة مهما بدت سخيفة وغير عقلانية دون ترشيح أو انتقاء فمن السهل علينا فعل ما تعودنا على فعله ولكن من الصعب أن نبتكر طرق جديدة للتصرف وخلق روابط جديدة غير معتادة بين عناصر المشكلة المراد حلها. وأولئك الناس الذين فكروا خارج الصندوق هم الذين اخترعوا لنا الهاتف والطائرة والقطار... لأنهم ثاروا على نمط التفكير في عصرهم ويعتمد التفكير خارج الصندوق على الفص الأيمن من الدماغ لأنه المسؤول عن إعطاء الحلول الإبداعية لقدرته على التخيل وعدم تقيده بالمنطق. فالتفكير خارج الصندوق ليس فقط إيجاد حل جديد للمشكلة بل يجعل تصورك للأمور يختلف أيضا .ولكن ماهي الخطوات اللازمة التي يجب اتباعها للتفكير خارج الصندوق.

حدد جميع الحلول المعتادة ثم احذفها

إذا صادفتك مشكلة خذ ورقة وقلم وعدد كل الحلول المنطقية التي تعودت استعمالها في مثل هذه المواقف ثم ضعها جنبا لأنك ستلغيها من حساباتك. الآن أنت مطالب بإيجاد الحلول غير المتوقعة.

قلل من عدد اختياراتك

كثرة الخيارات أمامك تقلل من حلولك الإبداعية، المحدودية وقلة الإمكانيات تحفز الابداع مثلا أن تحضر 7 وجبات مختلفة باستعمال نوعين من الخضر فقط.

استعمال عقول الآخرين

حاول عرض المشكلة عن أناس آخرين بعيدين تماما عن محيطك فالقريبون منا غالبا ما يكونون معنا في نفس الصندوق اعرض عليهم مشكلتك وتقبل كل أفكارهم مهما بدت مجنونة وغير عقلانية إن الشخص البعيد عن الموقف أو خارج المشكلة يراها أفضل و قد يرى ما لا تراه أنت وخصوصا الأطفال لأن الأعراف والتقاليد والمتعارف عليه لم تشكلهم بعد وتقيد تفكيرهم فلا تزال عقولهم حرة وطليقة.

تقمص أدوار أخرى 

حاول أن تغير المنظور الذي ترى به الأمور إذا كانت مشكلتك مع شخص معين فتخيل نفسك ذلك الشخص انظر بعينيه وفكر بعقله، فتغيير زاوية الرؤيا يزودك بمعلومات كانت غائبة عنك. جرب هذه الطريقة وستندهش للحلول التي ستتراءى لك.

اعد صياغة الأشياء 

كلما قابلك أمر أو موقف معتاد وبديهي حاول تفكيكه واعد إيجاد روابط جديدة بين عناصره مثلا: فبدلا من أن تطرح السؤال كيف سأحل هذه المشكلة؟ اسأل نفسك ماذا سيحدث لو لم أحل المشكلة في هذه المرحلة؟ هل يمكن تأخير وقوع هذه المشكلة؟ هل هناك فائدة من وقوع المشكلة؟ وهكذا فان اعادة صياغة المشكلة من زوايا أخرى يقودك دوما لحلول وأفكار جديدة فبدل أن تغير البطل لكي يناسب الحكاية لما لا تغير الحكاية لكي تناسب البطل.

غير بيئتك

إذا واجهتك مشكلة في مكان محدد فغير مكانك على الفور لتتحرر من ضغط المكان وتفسح المجال لعقلك ليرى الحلول في بيئة مختلفة كما أوصانا رسول الله(ص) إذا غضبت وأنت واقف فاجلس، وإذا غضبت وأنت جالس فاضطجع، وإذا اضطجعت وما زلت غاضباً فابحث لك عن أرض فيها تراب واقعد فيها من أجل أن تمتص الأرض غضبك، وكل هذه السلوكيات من باب تغيير الحال وتحويل الاطار الفكري الناتج عنها. فنيوتن لم يكتشف الجاذبية وهو منكفئ على مكتبه بل وهو مستلق تحت شجرة أما ارخميدس فلم يعرف سر دافعته وهو في مختبره بل وهو مسترخ في حمامه.

                                             كتاب التفكير خارج الصندوق لديان ديكون

التعاليق

أحدث أقدم