عائلة محيط المعرفة سلام الله عليكم ,لا أعرف من أين أبدأ موضوع اليوم لأنه موضوع حساس وشائك ,فموضوعنا اليوم يخص الهجوم الذي استهدف مقر صحيفة شارلي إيبدو الفرنسية الأربعاء الماضي. والذي تبناه تنظيم القاعدة في اليمن، في تسجيل صوتي حمل شعار مؤسسة "الملاحم" المحسوبة عليه، الهجوم الذي نفذه  مسلحان الأربعاء على مقر الصحيفة الفرنسية وقتلا فيه 12 شخصا. وأشاد التسجيل بالمنفذين، داعيا الفرنسيين إلى الكف عن محاربة المسلمين.

إلا رسول الله (ص)
إلا رسول الله (ص)
لن نخوض في النتائج التي آلت إليها الأمور بل سنتحدث اليوم عن الأسباب الحقيقية لهذا الهجوم,ولكي تتوضح الأمور يجب أن نعود إلى التاريخ وبالتحديد إلى ربيع سنة 630م،هذا التاريخ الّذي دخل فيه صلاح الدين الأيوبي بيت المقدس حيث أعاد وضع الصليب المقدس في مكانه، في "كنيسة الضريح المقدس"، لم يضع الصليب مكانه تقديسا له أو اعتقادا فيه أبدا, فقط لأن الله أمرنا باحترام الأديان واحترام مقدسات الآخرين يقول الله تبارك وتعالي في الاية 108 من سورة الانعام ((وَلاَ تَسُبُّواْ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ فَيَسُبُّواْ اللّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ كَذَلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِم مَّرْجِعُهُمْ فَيُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ)) .
ليست هذه المرة الأولى التي تنشر فيها صحيفة شارلي إيبدو الفرنسية  فقبل عامين نشرت كتابا من 65 صفحة يحوي رسوما كاريكاتيرية ساخرة عن حياة النبي محمد (صلى الله عليه وسلم). فاديولوجية هذه الصحيفة واضحة (وهي كره المسلمين والاسلام من خلال الرسومات المسيئة) لقد توبعت قانونيا في الماضي بسبب هذه الرسومات وعوقبت وخلفت تظاهرات قوية بفرنسا (للمسلمين) وباقي العالم وبالتالي فإن اعادة نشرمثل هذه الرسومات قد ظهرت نتائجها .وهو مقتل 12 شخصا ,كما تعلمون العنف يولد عنفا مضادا .
 الذي أريد أن أقوله أن الحضارة الغربية بصفة عامة تعودت الإساءة لجميع الأنبياء والرسل و الأفلام التي تنتجها هوليود خير دليل على ذلك ,حتى سيدنا المسيح عليه السلام لم يسلم من التشويه والإساءة ,فرغم التقدم المادي والعلمي يعاني الغرب من خواء روحي ,جعلهم لا يدركون قيمة الرسول ص في قلوب المسلمين , قال تعالى "{النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم}،وكما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "والذي نفسي بيده لايؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من نفسه وماله وولده والناس أجمعين". [البخاري]  فمتى يتعلم الغرب أن يحترموا مشاعر المسلمين ومقدساتهم وإذا تمادى الغرب في  تجاوزاته سيشعل حربا تأكل الأخضر واليابس.

                                               

التعاليق

أحدث أقدم