محبي مدونة محيط المعرفة الأوفياء أهلا وسهلا ومرحبا بكم.
اليوم هو 18 دجنبر الذي يصادف الاحتفال باليوم العالمي للغة العربية، وهو التاريخ الذي أصدرت فيه الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارها رقم 3190 القاضي بإدخال اللغة العربية ضمن اللغات الرسمية ولغات العمل في الأمم المتحدة، وذلك بعد اقتراح تقدمت به كل من المملكة المغربية والمملكة العربية السعودية والجماهيرية الليبية.

اللغة العربية وجودتها على الشبكة العنكبوتية
اللغة العربية وجودتها على الشبكة العنكبوتية

وبمناسبة هذا اليوم ارتأينا أن نسلط الضوء على جودة اللغة العربية على الشبكة العنكبوتية، ولا بأس أن نذكر هنا بناء على آخر التقارير التي تقول أن اللغة العربية تحتل الرتبة السابعة في العالم من حيث المتحدثين بها أي أن المتحدثين بها عددهم كبير جدا وفي المقابل قالت نفس الدراسة أن المحتوى العربي على الشبكة العنكبوتية لا يشكل أكثر من 3 في المائة وهي نسبة جد ضئيلة مع العلم أن المواقع العربية تعد بالملايين.

فما السر وراء تدني المحتوى العربي؟

لو قمنا بتجربة بسيطة على محركات البحث وبحثنا عن فكرة ما باللغة العربية سنجد ملايين المواقع العربية التي قدمها لنا محرك البحث، وهذا جيد، لكن عند دخولنا لأول موقع قدمه لنا محرك البحث وقرأنا محتواه ثم ذهبنا للموقع الثاني والثالث ... لنطلع على المحتوى المكتوب عن الفكرة التي نبحث عنها سنجد أنها نسخة طبق الأصل من الموقع الأول، بمعنى أن آلاف المواقع تعتمد على النسخ من مواقع أخرى، وهذا هو السبب الذي يؤدي إلى انخفاض نسبة المحتوى العربي على الشبكة العنكبوتية.

فما سبب اعتماد أصحاب المواقع على النسخ واللصق؟

السبب بديهي جدا وواضح: السبب هو تدني مستوى أصحاب هذه المواقع وأقصد هنا مستواهم المعرفي، إذ يعجزون عن تحرير موضوعات تليق بمكانة زوار مواقعهم، وهمهم الوحيد هو حشو الموقع بعدد ضخم من المواضيع دون عناء ولا تعب، وفي الكثير من الأحيان ينقلون موضوعا مليئا بالأخطاء الإملائية وينشرونه بنفس الأخطاء دون عناء قراءة ما سينشرون، وهذه فعلا كارثة بكل المقاييس. وطبعا هنا لا أعمم بل هناك فعلا مواقع تستحق الاحترام وأصحابها يعملون بجد لتقديم المفيد لزوارهم، لكن هذه الفئة للأسف تشكل الأقلية ويعدون على رؤوس الأصابع.

جودة المحتوى العربي المنشور على الشبكة العنكبوتية

عند دخولنا للمواقع التي تقدم محتوى عربي غالبا ما نشاهد أن اللغة العربية بهذه المواقع مستواها جد متدني والمقالات المقدمة مليئة بالأخطاء اللغوية، وهذا أيضا يشكل أكبر نقطة ضعف بالمحتوى العربي على الشبكة العنكبوتية لأنها تعكس المستوى الحقيقي لمعظم أصحاب المواقع والمحررين العاملين بها.
إن اللغة العربية لغة القرآن الكريم ولغة العديد من سكان العالم وتحسين جودتها مسؤوليتنا جميعا، وننصح أصحاب المواقع العربية بضرورة تكوين أنفسهم لغويا لأن الأخطاء التي يقدمونها لزوارهم تشكل فعلا فيروسا ينخر عقول الشباب والمراهقين في طور التكوين، لأن أغلبهم يثق في لغة المواقع التي يجلبون منها المعلومات وعند وجود خطأ بمقال قرأه سيصبح الخطأ راسخا في ذهن القارئ على أنه صواب وسينتشر أكثر فأكثر، والذنب هنا يقع على صاحب المقال الذي لم يكلف نفسه عناء مراجعة مقالاته وتدقيقها لغويا.
من جهتنا بمدونة محيط المعرفة نحاول قدر الإمكان أن نساهم ولو بالقليل في تحسين جودة المحتوى العربي على الشبكة العنكبوتية وبهذه المناسبة نشكر فريق التدقيق اللغوي للمدونة الذي يقدم خدمة مجانية لروادها وهي خدمة التدقيق اللغوي، وننوه بالعمل الجبار الذي يقوم به فرغم أن الفريق يحتوي حاليا على ست أشخاص فقط إلا أنه عالج أزيد من 1200 مقالة مرسلة عبر بريد الموقع لطلب التدقيق اللغوي لحدود كتابة هذه الأسطر، ونذكر أن الخدمة مجانية ومفتوحة في وجه الجميع وخاصة أصحاب المواقع الإلكترونية والمحررين العاملين بها.
نتمنى أن نعمل على رفع مستوانا المعرفي في اللغة العربية كناشرين للمحتوى عبر الشبكة العنكبوتية لأن في ذلك ترقية لذواتنا من جهة، ومن جهة أخرى فيه احترام وتقدير للزائر الذي يزور موقعك للحصول على معلومة ما.


التعاليق

أحدث أقدم