نجدد ترحيبنا بزوار مدونة محيط المعرفة الأوفياء

في أحد مواضيعنا السابقة تحدثنا عن المحتوى العربي تحت المجهر واخترنا لكم اليوم موضوع الأخطاء اللغوية بالمواقع العربية، وذلك
نظرا للارتفاع المهول في انتشار هذا المشكل.
نبدأ موضوعنا هذا بطرح تساؤل بسيط: ما هو شعورك عندما تكون بصدد تصفح موقع ما لأجل الاطلاع على بعض المعلومات التي تبحث عنها وتجد أن المقال الذي تطلع عليه يعج بالأخطاء اللغوية؟
اللغة العربية
اللغة العربية
طبعا سينتباك شعور بالاشمئزاز والنفور من الموقع لأنه يعبر عن مستوى محرريه، فالشخص الذي لا يضبط اللغة التي يكتب بها لا يمكن أن يعطينا معلومات ذات مصداقية يمكننا الوثوق بها.
والسبب بسيط جدا، فاللغة تكتسب، وكل شخص يريد أن يطور مهاراته باللغة عليه أن يقرأ كتبها المتنوعة فمن جهة ينوع ثقافته ويغنيها ومن جهة أخرى ينمي قدراته اللغوية بشكل ضمني، مما يعني أن القارئ الجيد سيكون أسلوبه اللغوي جيد جدا ولا يمكنه ارتكاب أخطاء لغوية فادحة في مقال من خمس أسطر. مما يعني أن مرتكب هذه الأخطاء ليس بالقارئ الجيد وبالتالي لا يمكنه أن يفيدك في شيء ولا تستحق مقالاته أن تقرأ أصلا.
الأخطاء اللغوية
الأخطاء اللغوية

وللأسف الشديد فأغلبية المواقع العربية تحتوي على العديد من الأخطاء اللغوية في كل مقال، وهي عبارة عن أخطاء إملائية وصرفية وتركيبية، وكما سبق ذكره فمصدرها جميعا هي قلة المطالعة. ويمكن تجنبها بسهولة بالقليل من الجهد.
إن تفشي هذه الظاهرة بمواقعنا العربية يدل على أن الشعوب العربية صارت ثقافتها تعاني من ضعف شديد والكارثة أننا لا نريد الاعتراف بذلك ولا نريد التغيير، يجب أن نعلم أن قيمة أي أمة بقيمة إنتاجاتها الفكرية، فكيف تكون اللغة العربية لغتنا الأم ولا نستطيع أن نكتب سطرين سليمين لغويا؟؟؟
إن هذه المشكلة تعنينا جميعا ويجب علينا أن نعالجها كل حسب قدراته حتى نحسن من جودة محتوانا العربي، ولأجل المساهمة في تحسين جودة المحتوى العربي على الأنترنت ولأجل مساعدة الطلاب قامت مدونة محيط المعرفة بإطلاق خدمة مجانية أطلقنا عليها اسم خدمة التدقيق اللغوي بهدف تصحيح المقالات التي نتوصل بها وإعادة إرسالها الى أصحابها لينشروها في مواقعهم خالية من الأخطاء اللغوية.
لكن هذا لا يكفي إذ يجب تظافر الجهود، وأهم شيء هو التكوين الذاتي وتطوير المهارات الفردية لكل شخص، ويجب أن نعلم أنه من العيب أن نرتكب أخطاء لغوية فادحة باللغة التي تعتبر لغتنا الأم، ويجب أن نعلم أنه ليس عيبا أن نرتكب الأخطاء، لكن العيب هو أن نستمر في ارتكابها. خاصة لأصحاب المواقع الالكترونية فالأخطاء التي يرتكبونها يطلع عليها عدد كبير من الناس من بينهم الأشخاص الذي لهم مستوى دراسي ضعيف والخطأ الذي ترتكبه سيظنه صوابا، وبالتالي فأنت تساهم في انتشار الأخطاء اللغوية وتعميمها وهذه هي الكارثة الكبرى.
ولتقوية مهاراتك اللغوية ننصحك بما يلي:
  1. ثقف نفسك واجعل المطالعة من هواياتك المفضلة، اعلم أن معدل القراءة للانسان العربي لا يتجاوز السطرين في السنة في حين نجد أن معدل القراءة للمواطن الألماني عشر كتب في السنة، وصراحة هذه الإحصائيات تجعلنا نشعر بالخجل.
  2. اقرأ الكتب التي تحتوي على دروس لغوية في الصرف والتركيب.
  3. استمع الى مقاطع صوتية بلغة عربية سليمة وهي كثيرة ومتنوعة، يمكنك أن تستمع إليها وأنت تقود سيارتك أو أي شيء آخر، فبهذه الطريقة تعود أذنك على النطق السليم وبالتالي ستكتشف الأخطاء في مقالاتك بمجرد أن تقرأها بصوت مرتفع لأنها إن كانت تحتوي على أخطاء فلن يتقبلها عقلك الذي عودته على لغة عربية سليمة.
  4. تابع البرامج والأشرطة الوثائقية بلغة سليمة وهي أيضا كثيرة ومتنوعة ويمكنك متابعة العديد من القنوات المفيدة على اليوتيوب.
  5. خصص نصف ساعة في اليوم للمطالعة ولا تتخلى عن هذه العادة طوال حياتك، وأؤكد لك أنها ستكون متعبة لك في البداية لكن ستصبح ممتعة مع مرور الوقت.
  6. بعد كتابة مقالاتك لا تنشرها مباشرة بل امنح لنفسك بعض الوقت لمراجعتها واكتشاف الأخطاء.
  7. لا تتردد في طلب مساعدة أي شخص له دراية بالمجال اللغوي لتصحيح مقالاتك، فمن جهة ستتعلم من الأخطاء التي ارتكبتها ولن ترتكبها مرة أخرى ومن جهة أخرى ستقدم منتوجا سليما سيمنحك ثقة زوارك.
  8. تجنب نهائيا النقل من المواقع الأخرى، لأنها كلها مليئة بالأخطاء والنقل واللصق يساعد في الانتشار الكبير لهذه الأخطاء.
  9. تعلم أن تحترم زوارك، وباحترامك لهم فأكيد ستقدم لهم منتوجا يليق بهم، وعندما تحترمهم تأكد أنهم سيبادلونك الاحترام والتقدير، لأن القارئ العربي ذكي جدا.



التعاليق

أحدث أقدم