اكتشف victor frank عالم النفس النمساوي اكتشافا هاما، خلال فترة اعتقاله في معسكرات النازية. لقد وجد بداخله طاقة ترفعه فوق ظروف القهر التي تعرض لها أثناء اعتقاله. لقد كان يقوم بدور المراقب لنا يدور داخل هذه المعسكرات، رغم كونه يعيش حياة الاعتقال فعلا. بدأ هذا العالم يسأل نفسه السؤال الهام: ما الذي جعل بعض الناس يعيشون هذه الخبرة المريرة بينما مات الأغلبية؟
لقد بدأ يدرس من حوله من المعتقلين في ضوء عدة عوامل شخصية منها: الصحة، الحيوية، هيكل الأسرة، الذكاء وأساليب البقاء. ثم خلص إلى أن كل هذه العوامل لم تكن هي السبب الرئيسي. لقد كان السبب الرئيسي الذي اكتشفه داخل الناجين من هذه المأساة هو وجود الإحساس بالرؤية المستقبلية.

قوة الرؤية المستقبلية
قوة الرؤية المستقبلية 
لقد سيطر على كل من نجح في البقاء يقينا بأن لهم مهمة في الحياة يجب استكمالها، وأن لهم مهام حيوية ما زالوا راغبين في استكمالها. لقد ذكر الأسرى الفلسطينيون في السجون الإسرائيلية نفس الشيء لقد كانت الرؤيا المستقبلية دافعا قويا منحهم الحرص على البقاء في أصعب الظروف.
إن قوة الرؤيا هي قوة خارقة! لقد أثبتت البحوث أن الأطفال الذين لديهم " رؤيا واضحة لمستقبلهم" هم أكثر نجاحا من الناحية الدراسية، كما أنهم أقدر مما سواهم على مواجهة تحديات الحياة. يقول عالم الاجتماع الألماني fred polak "إن العامل الأول في تحقيق النجاح في كل الحضارات كانت تلك ((الرؤية الجماعية)) للشعوب للمستقبل الذي ينتظرها.
إن الرؤية هي إطار الخيال المبدع، والحافز الأول للسلوك الإنساني، إنها القدرة على أن نبدع، ونخترع ما لم يوجد بعد، كي نصل إلى ما لم يصل إليه أحد، فلولا أن كريستوف كلومبوس لم تكن له رؤية لما وصل إلى أمريكا، ولو لم تكن لأديسون رؤية لما اخترع المصباح وأضاء العالم. إنها القدرة على أن نعيش من خلال خيالنا بدلا من أن نعيش من خلال ذكرياتنا.

التعاليق

أحدث أقدم