كلنا نتسابق ونكد و نجهد أنفسنا جسديا وفكريا وروحيا لتحصيل الرزق من أجل أنفسنا ومن أجل من نعول ,وأورد لكم هذا الحديث القدسي الجليل لأخذ العبر وتصحيح العقيدة ويقول تعالى في الحديث القدسي"يا ابن أدم خلقت السماوات و الأرض ولم أعي بخلقهن
أفيعييني رغيف خبز أسوقه إليك كل حين ,ابن أدم لي عليك فريضة ولك علي رزق فإن خالفتني في فريضتي لم أخالفك في رزقك,ابن أدم إن لم ترضى بما قسمت لك فوعزتي وجلالي لأسلطن عليك الدنيا تركض فيها ركض الوحش في البرية لا ينالك منها إلا ما كتبت لك ولا أبالي".
تأملات في أسماء الله الحسنى:الرزاق
تأملات في أسماء الله الحسنى:الرزاق
      الله يعطي الدنيا لمن يحب ولمن لا يحب ولا يعطي الدين إلا لمن يحب فخالق الرزق جعله عاماعلى كل خلقه مؤمنهم و كافرهم ,فالحق سبحانه يطمئننا ويحررنا من خوف امتناع الرزق ,هذا الخوف يبدد الطاقات ويشوش الذهن ,لم نخاف ضيق الرزق وخزائن الله عامرة لا تنفذ أبدا ليس علينا إلا الحركة و الفعل لطلب الرزق ,فالحركة لا تخلق الرزق وتوجده ولكنها تصل بك إلى الرزق ,وهناك من يحصر الرزق في المال والعقارات والممتلكات المادية وينسى أن الرزق أبناء وزوجة صالحة وصحة وراحة بال بل نعم الله لا يحصيها إلا هو سبحانه ومن لم يرضى بما قسمه الله له سلط عليه الدنيا تشغل باله وتحرمه سكينة النفس ولن يأخذ منها إلا ما قسمه الله فيها .
    ولا تفوتني الإشارة لقضية مهمة  تظهر رأفته سبحانه بالعباد فكما هو معلوم الإنسان ليبقى على قيد الحياة محتاج إلى هواء وماء وشراب ومن حكمته تعالى أنه يعلم أن الإنسان يستطيع العيش بدون مأكل لشهر أو أكثر بقليل فملك الله أقوات ناس عند ناس أما الماء فلا يستطيع أن يصبر عليه أكثر من بضعة أيام فملكه جزئيا وجعله وفيرا أما الهواء الذي لا نتحمل انقطاعه إلا لحظات فلم يملكه لأحد رحمة بخلقه فتصوروا معي لو كانت الشركات هي الموزع الوحيد للهواء فماذا كانت ستصنع بنا .
    ويأمرنا تعالى في مسألة الرزق أن ننظر لمن هم دوننا لكي لا نبتئس ونقنط بل نحمد الله ونثني عليه أما في الجانب الإيماني فعلينا النظر إلى من هم أتقى منا لكي نرفع الهمم ونحث النفس على الإرتقاء والسمو . 
  
حسين بوتشيشي
 كتاب خواطر
كتاب الرزق للشعراوي رحمه الله

التعاليق

أحدث أقدم