مهما كانت النشاطات التي تزاولها، فقد تمكنت من إتقانها وإجادتها عن طريق الممارسة والتكرار المستمر، وهذا التكرار يبني ويؤسس مسارات عصبية في دماغك، تجعل  سلوكاتك وأفعالك تلقائية تقوم بها من دون تفكير و بأقل جهد ممكن كالسباحة والكتابة وقيادة السيارة  .
تحفيز الدماغ كهربائيا يزيد من وثيرة التعلم ويدفع إلى الإبداع
وصل أقطاب TDCSبفروة رأس أحد المشاركين

ما قولك لو تمت تقوية هذه الممرات والتشابكات العصبية  بشكل سريع ومختصر؟ هذا بالفعل ما قام به فريق من العلماء يقودهم  الدكتور برانش كوسليت رئيس قسم الأعصاب الإدراكية في كلية طب جامعة بنسلفانيا بعدما قاموا بتطبيق تقنية يطلق عليها اسم TDCS (transcranial direct current stimulation وتقوم هذه التقنية على تحفيز مناطق محددة من الدماغ بواسطة تيار كهربائي ضعيف وقد تبث بالتجربة أن هذا النوع من التحفيز يرفع من القدرات المعرفية والإدراكية ويحسن من الأداء الحركي ويقوي من التفكير الإبداعي.

استخدم الفريق تحفيز TDCS لتنشيط منطقة في الدماغ معروفة بأنها مرتبطة بالإبداع تدعى القشرة الجبهية القطبية Frontopolar cortex ، بالتزامن مع إعطاء عينات الاختبارتلميحات لفظية للتفكير بإبداعية أكثر. فاتضح أن الصدمات الكهربية التحفيزية عززت التفكير الإبداعي لذا المتطوعين فأتوا بحلول إبداعية غير مسبوقة  وكأنهم ارتدوا قبعات للتفكير.
 ويقول تركلتاب، عالم الأعصاب الإدراكية في المركز الطبي بجامعة جورج تاون  إن الآثار الجانبية لـ TDCS تبقى مجهولة حتى الآن على وظائف الدماغ، ولا بد من المزيد من التقارير للوصول لنتائج نهائية بخصوص آثاره .

ويظهر أحد مستخدمي هذه الأجهزة على اليوتيوب  موصولا إلى جهاز tDCS من صنع منزلي، وهو يزعم أنه يقوم بتحفيز فصوص دماغه الجدارية ويدعي أنه حسن من قدراته الحسابية المتعلقة بلعبة على الإنترنت .
وحتى أجهزة tDCS ووحداتها المستخدمة في الأبحاث ما هي إلا بطارية صغيرة بجهد 9 فولت بقطبين، وأداة تحكم، لإعداد التيار اللازم. وتظهر الكثير من فيديوهات «يوتيوب» كيفية صنعها . 

ويعتقد أن التحفيز بالتيار الكهربائي الضعيف من شأنه تخفيض «العتبة» التي ينطلق منها النشاط العصبي متهيئا الدماغ للتعلم والاحتفاظ بالمعلومات. وعن طريق إطلاق شحنة كهربائية بنسبة 0.1 في المائة من الشحنة المستخدمة في العلاج بالصدمة الكهربائية التي ترغم الخلايا العصبية على العمل بصورة جماعية لأغراض تحقيق tDCS، يعتبر هذا التيار في العيادات الطبية مأمونا وسليما.


وتقوم نحو 30 عيادة أميركية بتقديم مثل هذا العلاج في الولايات المتحدة لأغراض تقويم مختلف الاضطرابات الدماغية والعصبية. ويمثل حصول الحكة والاحمرار تحت الأقطاب أحد التأثيرات الجانبية الشائعة. ومع ذلك فإن الباحثين في شؤون الدماغ يحذرون الأفراد الذين يجربون الأجهزة المصنوعة في المنازل، من المجازفة بالتعرض إلى الإصابات. إذ ثمة القليل من المعلومات حول الاستخدام الطويل لـtDCS. كما أن بعض الخبراء قلقون من أنه إضافة إلى حدوث حروق خارجية خطيرة، فإن الأشخاص الذين يقومون بهذه التجارب بأنفسهم، قد يعطلون بشكل دائم أدمغتهم وعقولهم، فضلا عن إعاقة وظيفة الإدراك المعرفي والحركي. لكن في المختبرات يكون الباحثون حريصين جدا لدى وضعهم الأقطاب بدقة، لدى تحفيز منطقة دماغية معينة.

المصدر ScienceDaily

التعاليق

أحدث أقدم