كان معظم الفلاسفة الرومان من أتباع المذهب الرواقي الذي يرى أن الحياة يجب أن تعاش وفقا للطبيعة، وتقوم السعادة على البلادة أو التحرر الانفعالي، أما الأبيقوريين فلم تترك لهم الخمر والنساء والطعام وقتاً للنظريات الفلسفية. وكان في أماكن قليلة من روما متسولون يَدْعون إلى المذهب الكلبي المتمحور حول البساطة والتقشف، وأن الشخص الحكيم هو الذي ينظر باحتقار لكل الرغبات المألوفة في الحياة، ويعيش غير عابئ بالثروة والجاه. وأن السعادة الدائمة أمر غير ممكن، مادامت للشخص حاجات ورغبات لا يستطيع إشباعها، وهو غير مقيد بأية التزامات، نحو المجتمع أو الدولة أو الأسرة، لأن هذه الأشياء تولِّد رغبات لا يمكن إشباعها.

فيلسوف ينتمي للمدرسة الكلبية

فيلو - Philo

الفيلسوف فيلو من أصول يهودية عاش ما بين (20 ق م - 50 م)درس التوراة واللاهوت إلى جانب تعمقه في الفلسفة اليونانية لقب فيما بعد بأفلاطون اليهود أرسلته الجالية اليهودية سنة 40م على رأس وفد إلى روما للتوسط لدى الامبراطور كاليغولا تميزت فلسفته بالجمع بين التوحيد اليهودي وفلسفة أفلاطون  قام بتطوير علم اللوجوس الإلهي وعرض قضية تثليث الإله وفق نظريته تلك، فيرى فيلو أن خلق العالم حدث عن طريق كلمة الرب أي "اللوجوس" .

سينيكا Seneca

(نحو 4 قبل الميلاد إلى 65 ميلادية) كاتب مسرحي ومتحدث بارع تأثر بالفلسفة الرواقية وقال أن بلوغ مرتبة الحكيم الرواقي لا تتأتى  إلا بإيجاد التوازن والاعتدال بين العاطفة والعقل. فكان أول من تحدث عن سياسة النفس التي تنصب على تحكم المرء في رغباته وأحاسيسه الجسمية للوصول لمرتبة السكينة التي اعتبرها منتهى الحكمة والسعادة  كما حارب الانفعالات ودعى إلى لغة العقل المتزن، فالرجل الحكيم هو الذي يسمو على الغضب متجاوزاً تجارب الحياة القاسية. اعتنق سينيكا مذهب وحدة الوجود لدى الرواقيين، فاعتبر العالم كلاً مادياً وعقلا واحداً.

أبكتيتوس - Epictetus

فيلسوف رواقي روماني، كان إبيكتيتوس عبداً لأفروديت قال أن معين السعادة هو النفس لا الأشياء الخارجية. دعا إلى الأخاء، وأهم تعاليمه الأخلاقية موجودة في نظريته حول الواجبات التي يضعها في ثلاثة أصناف هي: واجبات نحو الذات، وواجبات نحو الآخرين، وواجبات نحو الله. فالواجبات نحو الذات تعني العناية بطهارة الجسد والروح، فطهارة الجسد بالماء، أما طهارة الروح فتكون بتجنّب الآراء السيئة عن الأشياء الخارجية التي تلوّث الروح، وبالاعتصام بالآراء المنسجمة مع الطبيعة أو العقل. لذلك كان يقول وهو عبد: إنه حر. وأما الواجبات نحو الله فتقوم على أساس الاعتقاد بأن العالم مدينة كونية واحدة يقيم فيها البشر والآلهة معاً. وينقسم مذهب ابكتيتوس إلى الفيزياء، والمنطق، والأخلاق. ويكمن جوهر مذهبه في الأخلاق، وخاصةً في دعوته للحرية الداخلية.

ماركوس أوريليوس -Marcus Aurelius

 سادس الأباطرة الرومان ويعتبر من أهم الفلاسفة الرواقيين لقد أثبت ماركوس مرة واحدة وإلى الأبد مقولة أفلاطون الشهيرة "لا يصلح أمر هذه الأمٌة إلاٌ إذا حكم فلاسفتها أوتفلسف حكٌامها".من مقولاته عن وحدة الوجود " جميع الأشياء متشابكة، يربطها معاً رباطٌ مقدس، لا شيء غريب عن الأشياء الأخرى فجميعها قد رتبت معاً لكي تتعاون على تحقيق النظام الواحد للعالم" وقال أيضا " "تأمل دائماً كل ما يأتي به التغير، وروض نفسك على فكرة أن الطبيعة لا تولع بشيء قدر ولعها بتغير كل شكل من الوجود إلى شكل آخر جديد، وكل ما يوجد فهو عبارة عن بذرة لما يأتي بعده".

سيكستوس إمبيريكوس - Sextus Empiricus

 طبيب وفيلسوف ينتمي للمدرسة الشكوكية ترك العديد من الآثار المكتوبة بما في ذلك سيرته الذاتية شكك كغيره من الفلاسفة المشككين في ما تنقله لنا الحواس عن العالم من معلومات باعتبارها نوافذ للعقل على البيئة المحيطة كما شكك في قدرة العقل على بلوغ الحقيقة لأننا نغير آراءنا باستمرار في ظل وجود حجج حتى وإن كانت زائفة فلا سبيل إلى إدراك الحقائق ولا إلى المعرفة اليقينية.

أفلوطين - Plotinus

(نحو ٢٠٥ - ٢٧٠ م) أصله من الإسكندرية بمصر اطلع أفلوطين على الفلسفة الرواقية ويمكن اعتباره المؤسس الفعلي للأفلاطونية الجديدة. كما تشبع بالروح الدينية النابعة من آسيا، ومارس التصوف ومن أقواله "العالم المادي غير حقيقي، والسياسة أمر تافه، وأن الجسم سجن مؤقت للروح، وما الحياة إلا رحلة داخل صورة من الأوهام أما الحقيقة فتقع بعيدًا في كائن وحيد كامل، وهذا الواحد هو مصدر كل الحقيقة والخير والجمال"، وقال "إن الأرواح النقية تأمل بالعودة إلى هناك. في بعض الأحيان تحدث هذه العودة على صورة كشف روحي." ويعتقد أفلوطين أنه قد جرّب هذا الكشف الروحي.
                                                                              كتاب الفلسفة الرواقية عثمان امين

التعاليق

أحدث أقدم