متابعي مدونة محيط المعرفة سلام الله عليكم.

  يعرف  روبرت إي .ثاير الحالة النفسية بأنها شعور قائم يستمر لفترة من الوقت ,وتتميز الحالات النفسية عن الانفعالات ,من حيث إن الانفعالات عادة ما تكون غير معروفة السبب على العكس من الحالات النفسية ,ولم تنل الحالات النفسية من الدراسات والبحث ما نالته الانفعالات بسبب طبيعتها سريعة الزوال المحيرة ,وهي على نقيض الانفعالات ,قد تبدو أنها تأتي وتزول مثل الرياح بسرعة ويبدو لنا أنها ليس لها سبب ,فلماذا هي كذلك؟

  عادة ما ترتبط الانفعالات بما يحدث في المخ ,أما الحالات النفسية فتنتج عن عمليات متواصلة في العقل والجسم ,وتتأثر كل منها بالأخرى بطرق معقدة .ويشبه" ثاير" الحالة النفسية بمقياس حرارة يقيس الحالة النفسية والبدنية للفرد .إنها توجد لغرض بيولوجي ,وهو أن توضح لنا أيضا متى نكون في حالة من الراحة ومستعدين للفعل .

وقد توصل ثاير من خلال بحوثه إلى أن معظم الحالات النفسية تنبع من بعدين أساسيين هما :الطاقة والتوتر ,والحالة النفسية للاكتئاب تتميز بانخفاض مستويات الطاقة ,والتوتر المرتفع مع الشعور باليأس ,في حين أن الحالة النفسية المتفائلة تتضمن ارتفاعا في الطاقة وانخفاضا في مستوى التوتر ,حيث يشعر المرء بأنه يستطيع إنجاز الكثير وبأنه أكثر حماسا .
ويميز ثوير بين أربع حالات نفسية وفقا لأربع حالات أساسية تتراوح بين الطاقة والتوتر :
تشريح الحالات النفسية للإنسان
الحالات النفسية بين الطاقة والتوتر

الطاقة الهادئة :

وهي حالة الشعور بالراحة ,والثقة بالنفس ,والحيوية ,والتفاؤل .وهذه هي الحالة النموذجية للعمل ,ويكون معظم الناس في هذه الحالة في الصباح ,وهي تتميز بارتفاع مستويات الطاقة ,وانخفاض مستويات التوتر .

التعب الهادئ :

وهو ما نشعر به من عدم وجود ضغوط قبل النوم ,ولكنها تتضمن قلة الحيوية أيضا .وتتميز هذه الحالة بانخفاض مستويات الطاقة ,وانخفاض مستويات التوتر .

الطاقة الحادة :

وهو ما نشعر به أثناء كدنا في العمل حتى ننجزه قبل الموعد النهائي .ويتمثل الشعور بالاستعجال هنا في زيادة معدل نبض القلب نتيجة لزيادة إفراز هرمون الأدرينالين ,والتقلص العضلي الهيكلي ,ويدخل الجسم في حالة استجابة "الهجوم أو الانسحاب "وهذه الحالة نتشاركها مع الكائنات الحية الأخرى ,ففي حالة الخطر تعمد الحيوانات إلى مهاجمة العدو أو الهروب عند عدم القدرة على المواجهة .وتتميز هذه الحالة بارتفاع في مستويات الطاقة والتوتر معا .

التعب الحاد :

وهو ما يشعر به المرء عندما يكون منهكا تماما ,وفي هذه الحالة يمتزج التعب البدني بالقلق العصبي ,أو التوتر ,أو الأفكار السلبية .وتتميز هذه الحالة بانخفاض مستويات الطاقة والتوتر .وتحدث هذه الحالة لمعظم الناس في فترة الظهيرة .وغالبا ما يصل الناس لأقصى درجات هذه الحالة نتيجة عدم نومهم الكافي ليلا ,أو لتناولهم طعاما عديم القيمة الغذائية ,أو لتناولهم المنبهات مثل الكافيين .

ومن هنا نستنتج أن الإيقاع اليومي هو المسؤول عن تغير الحالات النفسية .حيث يرتفع مستوى الطاقة صباحا, ويصل لأقصى مدى في الساعة الواحدة ظهرا ,ثم يبدأ في الانخفاض بعد ذلك ليرتفع ارتفاعا متوسطا في بدايات الليل ,ثم ينخفض ويواصل الانخفاض لحين النوم .
                         روبرت إي .ثاير The biopsychology of Mood and Arousal



التعاليق

أحدث أقدم