شارلمان وإعادة إحياء الإمبراطورية الرومانية charlemagne

زوار مدونة محيط المعرفة الأوفياء سلام الله عليكم
 كما عودناكم في مواضيع سابقة على إثارة شخصية تاريخية والتعريف بها وبما أنجزته مثل تطرقنا لـ نبوخذ نصر أعظم قادة التاريخ من خلال موضوع وضعناه بقسم تاريخ وتطرقنا الى جوانب متعددة واهم انجازاته على شكل تعريف موسع للشخصية وكذلك تعرفنا بنفس القسم على نوستراداموس nostradamus أشهر عراف ومنجم في التاريخ والعديد من الشخصيات الأخرى، سنتناول اليوم شخصية تاريخية تميزت بالقوة والأثر التاريخي الذي خلفته، يتعلق الأمر بشارلمان.

شارلمان charlemagne
شارلمان charlemagne
ورث شارلمان الحكم عن والده مناصفة مع أخيه، لكن شقيقه توفي ليصبح المناخ مناسبا للاستقرار عوض التصارع والحرب الذي كانت سائدة إبان اقتسامهما الحكم، وبوفاة شقيقه أصبح شارلمان ملكا لأقوى دولة في القارة الأوربية والتي كانت تضم آنذاك كل من فرنسا وبلجيكا وهولندا وسويسرا وبعض المناطق من ألمانيا، وقد اعتبر المؤرخون عصر شارلمان أول عصور التاريخ الأوربي عظمة ومجدا وقد وصفوا شارل بالرجل الطويل القامة إذ بلغ طوله ستة أقدام وله عينين كبيرتين كما قالوا عنه أنه سباح بارع ويتميز بجسم رياضي قوي ويميل الى المرح والبهجة ويتحدث اللغة اليونانية إضافة الى اللاتينية لكنه لم يتعلم الكتابة.

وكان لشارلمان ميولا توسعية إذ شن هجوما على مملكة لمبارديا شمال إيطاليا وتمكن من التغلب عليها ليضمها الى منطقة حكمه، وقد كان مصرا على إعادة بناء الإمبراطورية الرومانية التي كانت قد سقطت قبل قرنين من الزمن، وقد نجح بالفعل في تحقيق هدفه مع اختلاف بسيط وهو أن عاصمة الإمبراطورية كانت روما لكن في عهده جعل من روما العاصمة الدينية فقط أما العاصمة السياسية فهي (أخن) الألمانية.

تابع شارلمان توسعاته عبر قيامه بغزوات ونجح في احتلال العديد من المناطق نذكر منها: جزيرة كورسيكا والنمسا وغرب يوغسلافيا وشمال غرب ألمانيا، وقد أجبر charlemagne الوثنيين على اعتناق الديانة المسيحية ومن رفض ذلك قام بقتله، وقد قتل عددا كبيرا جدا من البشر بنشره الديانة المسيحية بالسيف.

كما حاول شارلمان القضاء على الدولة الإسلامية لكنه فشل وقد بدأ بغزو الأندلس في رونسيفال وفشل في المرة الأولى لكنه لم ييأس وأعاد المحاولة مرة أخرى ونجح جزئيا في ذلك باستيلاءه على شمال شرق إسبانيا ومدينة برشلونة، وقد لاحظ سوء العلاقة بين الدولة العباسية ببغداد والأموية بالأندلس فعمل على توطيد علاقته ببغداد وقد أرسل له هارون الرشيد ساعة كانت آخر شيء توصلت إليه التكنلوجيا العربية آنذاك.

وقد كان شارلمان كريما مع رجال الدين إذ كان يقدم لهم العديد من المنح الشيء الذي مكنهم من تشييد العديد من المدارس المحلية الدينية رغم أن الدولة لم يكن لها نظام عام للتربية والتعليم.

بعدما تميزت فترة حكمه بالتوسع والتكتل، عرفت هذه المنطقة انقساما مرة أخرى بعد وفاته لأن كل ابن من أبناءه حكم جزءا من الامبراطورية الكبيرة أي اقتسموها فيما بينهم، مما يعني أن قوة الدولة على عهده لم تكن بسبب النظام الدائم للدولة وإنما من شخصيته.

لقد تمكن charlemagne من إعادة إحياء الإمبراطورية الرومانية القديمة تحت اسم الإمبراطورية الروانية القديمة المقدسة والتي اعتبرها الفرنسيون والألمان أول وحدة أوربية، مما جعل شارلمان يعتبر كبطل قومي وكان سبيله لتحقيق هدفه يرتكز على شيئين، الأول هو القوة والثاني اعتماده على سلطة البابوية التي أثرت على نفسية الشعوب، أي السيادة الثنائية للإمبراطور والبابا.

التعاليق

أحدث أقدم