يعتبر القسم المتعدد المستويات أو القسم المشترك استثناء للقاعدة المتمثلة في نظام تم ترتيب جميع مكوناته بهدف الوصول إلى نظام يتكون من مستويات منعزلة عن بعضها. وهذا النموذج يتسع مداه في كثير من البلدان، حيث كانت هذه الصيغة تستخدم لمدة طويلة في الأوساط التي يقل فيها عدد التلاميذ. ومنذ العقود الأخيرة تركت مكانها لعمليات تجميع تسهل التنظيم المعتمد على المستوى المدرسي الوحيد. فالتمدرس الإلزامي بالنسبة للبعض، والتناقص الديموغرافي بالنسبة للبعض الآخر، يرغم التنظيمات المدرسية إلى اللجوء لهذا النوع من التنظيم.

وفي الوقت الراهن تم اتخاذ كل الاحتياطات تقريبا من أجل التدريس في قسم وحيد المستوى: التأطيرات المدرسية، المقررات الوزارية، الأدوات التعليمية، بل وتكوين المدرسين أيضا. وفي هذا السياق، نشير إلى تضاؤل شعبية القسم المشترك. ومع ذلك نتساءل:
هل يمكن، في ظل الوضعية الحالية، ضمان جودة الخدمة والتعلم اللذين يقدمان للتلاميذ الذين يرتادون هذه الأقسام؟
قسم متعدد المستويات
قسم متعدد المستويات

نعتقد أن هذا ممكن، فالمعارف الحالية لفهم العمليات الذهنية المرتبطة بالتعلم تمكننا من استخراج مناهج مهمة في علم التربية. فدور المتلقي رئيسي والقسم متعدد المستويات لا يضع حواجز أمام الشروط التي تسهل عملية التعلم.
إن جو القسم لا يسبب مشاكل، بل يضاعف إمكانات التفاعل بين التلاميذ مما ييسر دعم الزملاء ويدعم عمليات التعلم. كما يسهل عملية التأهيل الاجتماعي وإدماج عمليات التعلم في مواقف ملموسة، ويمكن التلاميذ المتعثرين من تجاوز تعثراتهم، وبالنسبة للذين هم في حاجة إلى دعم، فإنه يضمن لهم استقلالا ذاتيا وإحساسا أكبر بالمسؤولية.
لقد تغير دور المدرس كثيرا ولكنه احتفظ بأهمية بالغة إن لم تكن أكثر من السابق، فهو، في رأينا، يتحكم في ظهور المؤهلات المهنية والتنشيط والتوجيه والتسيير وعدد من المعارف الانضباطية والتربوية والنفسية.
لكن، بالإضافة إلى المعارف والقدرات المهنية، فالتدريس في قسم متعدد المستويات، يتطلب شروطا أساسية: حب الصغار، وحب التدريس والعمل، وبذل الجهود لينسجم أكثر مع تلامذته.
فالمدرس، كما هو الشأن بالنسبة للتلميذ في عملياته التعلمية، يجب عليه أن يطور روح التقييم الذاتي والتهديف وسرعة البديهة للملاءمة بين تدخلاته وتلاميذه. وهذا التحدي كبير بالنسبة للمدرس لأنه مطالب بالنظر إلى عمله بكيفية مغايرة، والتغييرات في منهج عمله يجب أن تتم تدريجيا وتتطلب دعما تربويا من الزملاء والمؤطرين. كما أن عليه أن يعتمد على أدوات تسهل هذه التغييرات وبالتالي تعمل على خلق أدوات أخرى.
طبعا هذا كان رأيا شخصيا بشرط أن يتم اعتماد جدول حصص مغاير تماما لجدول حصص القسم الوحيد لأن العمل الزمني مهم جدا، إذ لا يمكن أن يستفيد تلميذ القسم الوحيد من حصة رياضيات مثلا في 45 دقيقة وتلميذ القسم المشترك من نفس المدة لأن المدة بالقسم المشترك يتم تقسيمه على جميع المستويات.
يمكنكم الاطلاع أيضا على:
منهجية التدريس بالأقسام المشتركة
ويمكنكم المساهمة بأفكاركم حول الموضوع عبر ردود أسفل الموضوع لتوسيع المعرفة وتبادل الخبرات.

1 تعليقات

  1. القسم المشترك صار ظاهرة واسعة الانتشار والمؤسف هو أن الوزارة لا تعيره أي اهتمام، فلا تنظم تكوينات للاساتذة ولا تعد برامج خاصة لهذا النوع من الأقسام ولا تقوم بأي مجهود إطلاقا يصب في هذا الجانب

    ردحذف

إرسال تعليق

أحدث أقدم