السلام عليكم وتحية طيبة للجميع، في هذا الموضوع سأتطرق إن شاء الله إلى مشكل يقلق راحة أغلب الآباء والأمهات، وخصوصا في هذا العصر، ومع هذا الجيل الصاعد. إنه مشكل العناد وعدم طاعة الوالدين.

إذن فما هو العصيان ومتى يكون وأين تتجلى مظاهره وما هي السبل للوقاية منه وكيفية علاجه؟

عصيان الأطفال
عصيان الأطفال

مفهوم العصيان وأشكاله

يمكن تحديد مفهوم العصيان، في كونه رفض لاستجابة إلى القوانين المنطقية التي يفرضها الأهل، ويبدأ هذا السلوك غالبا عند بلوغ الطفل سنته الثانية، ثم يتناقص بعد ذلك بشكل تدريجي ويعود للظهور مرة أخرى وبشكل أكثر حدة خلال سنوات المراهقة.
ويجب أن يعلم الآباء والمربون أن هذا السلوك هو تعبير سليم نسبيا عن الأنا التي تسعى إلى الإستقلالية وفرض الذات، إلا أن المبالغة في العناد ورفض أي طلب من الوالدين خصوصا، غير سوي بتاتا ويجب معالجته بشتى الوسائل.
لأن الطفل في هذه السن المبكرة لا يفرق بين السلوكات اللائقة من غيرها، وعلى الراشدين أن يكونوا هم الموجه للسلوكات اليومية لأطفالهم. وهنا أستسمح إن قلت أن أغلب الأطفال الذين يعانون من هذه الظاهرة، يكون سببه الأول هو تقصير الوالدين إما بشكل مباشر أو دون قصد في أداء دورهم على أكمل وجه. وأضيف قائلا:
لو أن الوالدين يتحلون بأخلاق طيبة، وسلوكات سوية تماما وعندهم إحساس بالمسؤولية، لما وقعوا أصلا في هذا المشكل، لأن الأطفال يكتسبون سلوكات آباءهم والمحيطين بهم. فالطفل يعمد باستمرار إلى تقليد أقرب النماذج البشرية القريبة منه ألا وهم الآباء.

ويظهر هذا العصيان على شكل مقاومة سلبية، حيث يتأخر الطفل في الإمتثال للطلب ويتذمر ويشتكي من التعليمات الموجهة إليه، ولكنه في الأخير ينفذها على مضض، وهذا النوع يمكن اعتباره طبيعيا نوعا ما ويسهل تجاوزه. وهناك نوع آخر هو العصيان الحاقد، حيث يقوم الطفل بعكس ما يطلب منه تماما، فمثلا إذا طلب منه خفض صوته أو الهدوء يصرخ هو بأعلى صوته وهكذا. والنوع الخطير هو التحدي الظاهر، أي يرفض الطلب بشكل قاطع (لن أفعل)، حيث يكون مستعدا لتوجيه إساءة لفظية أو يثور غضبا مثلا.

الأسباب التي تؤدي بطفلك إلى عدم الامتثال لأوامرك

ومن بين الأسباب التي تؤدي إلى هذه الظاهرة لدى الأطفال، نذكر مثلا:

  1. التساهل المفرط في التعامل مع الطفل وقول نعم لكل متطلباته.
  2. إهمال دور الأهل لدورهم في التربية بسبب ضغوطات العمل.
  3. النقد الزائد والقسوة المفرطة من طرف الأهل.
  4. صراع الوالدين وتوترهم.
  5. الذكاء الشديد، فكلما كان الطفل أكثر ذكاء كلما زاد عناده ولا يطيع كل المطالب.
  6. الطفل المتعب أو المريض(حالة مؤقتة).

كيف تحمي طفلك؟

وللوقاية من هذة الآفة:

  1. يجب على الأهل عدم التسلط وإعطاء أوامر غير منطقية.
  2. احترام القوانين من قبل الأسرة وأن يكونوا قدوة في اتباعها.
  3. بناء علاقة وثيقة مع الطفل وتخصيص بعض الوقت يوميا لإعطاءه اهتماما خاصا.
  4. وضع قواعد واي طلب يعتبر قاعدة وليس للطفل خيار إلا التنفيذ.
  5. استخدام جزاءات أو عقوبات منطقية مع تجنب الإفراط في القسوة.
  6. الإستجابة لطلبات الطفل المعقولة مع اعتبار قانون التبادل (تحقيق طلب في مقابل كذا....)

نصائح لعلاج بعض حالات عصيان الأطفال

أما لعلاج بعض حالات العصيان، أقدم هذه النصائح علها تنفع بعضهم، تقوية علاقة حميمية بين الأهل والطفل وليس علاقة ضبط وإصدار توجيهات فقط، الثناء على الطفل كلما أذعن للمطالب. فقد أثبتت الدراسات أن المكافآت المادية لسلوك الطاعة كانت فعالة مع الأولاد في عمر 12 سنة فما أقل، إقران المكافأة بالعقاب؛ الثناء على الطفل عندما يطيع وبعقابه إذا لم يطع، التجاهل وعدم إبداء اهتمام بسلوك عدم الطاعة خصوصا في الحالات البسيطة؛ في المقابل إعطاء الإهتمام بنسبة مئة في المئة لسلوك الطاعة. بالنسبة للمراهقين، يمكن عقد اتفاقية والتوقيع عليها مع الإشارة إلى إلتزام الولد خفض سلوك المعارضة، في المقابل الموافقة على الإذعان لرغبات معينة (تعامل متبادل).
بالإضافة إلى تدابير أخرى متنوعة حسب الحالات، وأخيرا أرجو من الله أن يهدي أولادنا.

التعاليق

أحدث أقدم