التعليم عن بعد ضرورة ملحة للنهوض بالمستوى المعرفي للمجتمع

مرحبا بزوار مدونة محيط المعرفة الأوفياء، موضوعنا اليوم هو التعليم عن بعد، وقد اخترنا لكم هذا الموضوع نظرا لأهمية هذا النوع من التعليم في إنتاج المعرفة في مختلف المجالات الثقافية والتكنلوجية والعلمية... وقد أثبت التعليم عن بعد في كل الدول التي تعتمده أنه الأفضل وحقق نجاحا باهرا لم يكن متوقعا.

التعليم عن بعد
التعليم عن بعد

أهمية التعليم عن بعد

لقد أصبح التعليم عن بعد ضرورة ملحة في عصرنا الحالي نظرا للتقدم الكبير الحاصل في المجال الرقمي التكنلوجي ونظرا للظروف المعاشة إذ يصعب على ربة البيت متابعة دراستها كما يصعب على الموظف أن يتابع دراسته لأنه ملتزم بعمله مما يجعل مستواه الفكري حبيس وظيفته، والمعلوم أن الموارد البشرية لأي دولة هو مفتاح تقدمها وكلما كانت الموارد البشرية مثقفة ومنفتحة على مختلف المجالات كلما كانت الدولة أقوى، وهذا هو الأسلوب المعتمد في الغرب وكل الدول الأوربية والمتقدمة، ولابأس في اقتباس بعض الأفكار من الدول الغربية لأنها سبقتنا كثيرا في هذا المجال، فالدول الغربية تعتمد على هذا النوع من التعليم داخل السجون أيضا إذ تقوم إدارة السجن بتوفير قاعة متعددة الوسائط وكل سجين له وقته المحدد ليتعلم عن بعد وله كامل الحرية في اختيار المجال الذي يرغب في تعلمه.

ومؤخرا حدثت ضجة كبيرة في العديد من الدول العربية، حينث أقدمت بعض الحكومات على منع الموظفين وخاصة الأساتذة من متابعة تعليمهم الجامعي، فعوض هذا المنع كان بالإمكان اللجوء إلى التعليم عن بعد فهو يحقق أهداف جميع الأطراف، فالدولة ستحافظ على ساعات الدراسة المخصصة للتلاميذ لأن الأساتذة سيكونون بفصولهم الدراسية ومن جهة أخرى سيتمكن الأستاذ من متابعة دراسته عبر الحاسوب وخلال الفترات التي يختارها هو، مثل الاستفادة من الحصص المسائية.

وبعد اطلاعنا على بعض النماذج من المدارس الرقمية وجدنا أنها فعلا أصبحت تحتوي على كل مواصفات المؤسسات التعليمية العادية، فالمؤسسة التعليمية الرقمية تحتوي على فصول رقمية افتراضية ولكل طالب اسمه ورقمه السري يلج به الى الفصل الخاص به فقط، كما يمكن للطلاب الدردشة فيما بينهم في غرف خاصة بالدردشة، كما يمكنهم تحميل كل المحاضرات والدروس التي تركها لهم أستاذهم مع إمكانية الحضور المباشر للمحاضرة أو الدرس أو الاستماع ومشاهدته مسجلا في مكتبة المؤسسة الرقمية التي تحتوي بدورها على كم هائل من المراجع والكتب والمقررات، وبالنسبة لطريقة الاختبار فهي مثل نظيرتها الموجودة بالمؤسسة التعليمية العادية كما يمكن أن يشاهد الأستاذ لطالبه مباشرة عبر كاميرا مرتبطة بحاسوبه ويمكنه أن يسائله مباشرة.

في هذا العصر الذي نعيشه صار التعليم عن بعد خيارا لا محيد عنه، لأنه هو التعليم المستقبلي والذي سيحل العديد من المشاكل التي يتخبط فيها قطاع التعليم على العديد من الأصعدة، إضافة إلى مساهمته في خلق مجتمع مثقف وواع، وهذا من شأنه الرفع من المستوى الثقافي للمجتمع وتحسين جودة الموارد البشرية في مختلف القطاعات.

وصراحة لا تزال الدول العربية بعيدة كل البعد عن هذا النوع من التعليم ولا تشجع عليه عكس الدول الأوربية التي تتوفر على العديد من المؤسسات التي توفر خدمة التعليم عن بعد، وفي الدول العربية توجد جامعة الملك فيصل للتعليم عن بعد وهي المتوفرة حاليا والتي تمنح شواهد معترف بها دوليا رغم أن الإقبال عليها لا يزال محتشما نسبيا.

نتمنى أن يكون الموضوع مفيدا وإلى اللقاء في موضوع جديد بحول الله.

1 تعليقات

  1. التعليم عن بعد هو المستقبل أكيد

    ردحذف

إرسال تعليق

أحدث أقدم