أهلا وسهلا بمتابعي مدونة محيط المعرفة.

سنتعرف من خلال هذا الموضوع على الخلايا العادية والخلايا الجنسية وسنقدم تعريفا لكل منهما حتى نتعرف على الفرق بين الخلايا العادية والخلايا الجنسية.

الخلايا العادية


يتكون الجسم البشري كله من خلايا كما يتكون البناء من قطع الحجارة او قوالب الطوب، وبداخل كل خلية نواة هي سر النشاط الحياتي للخلية. ويحيط بالنواة غشاء نووي وتحتوي بداخلها على شبكة من 46 شريطا تسمى الأجسام الصبغية (الكروموزومات) أما باقي مساحة الخلية فيما بين النواة وبين جدار الخلية فمليء بسائل يعرف بالسائل الخلوي أو السيتوبلازم.


الكروموزومات الستة والأربعون هي حوامل الصفات الوراثية وهي تتشكل على هيئة وحدات من حمض النوويك وكلها مرتبة ترتيبا خاصا فكأنها حروف تؤلف كلمات أو رسائل عامة تقرر الصفات الوراثية للجنس البشري عامة وكذلك الصفات الوراثية للفرد بذاته لا يطابقه مثيل بين الناس على مدى الزمان والمكان.


الخلايا العادية
الخلايا العادية

وتتكاثر الخلية بالانقسام الذي بموجبه ينبثق كل شريط من هذه الأجسام الصبغية طوليا إلى نصفين يتمم كل منهما إلى شريط كامل بالتقاط المواد اللازمة من السائل المحيط به، وهكذا تتكون شبكتان صبغيتان تغلف كل منهما نفسها بغلاف نووي لتصبح هناك نواتان تقتسمان السائل الخلوي ويحيط بكل منهما غشاء خلوي وتصبح الخلية خليتين وهكذا أجيال بعد أجيال من الخلايا المتماثلة، فالخلية الجلدية مثلا تنجب أجيالا من الخلايا الجلدية وخلية الكبد تعطي أجيالا من خلايا الكبد وهكذا.
لكن يبقى السؤال الهام، إن كانت كل خلية اشتقاق من خلية سابقة فلابد من أن تكون كل خلايا الجسم ناتجة عن خلية أم، فلماذا كانت هناك خلايا جلدية وخلايا كبدية وخلايا عظميةوخلايا عضلية وخلايا دموية وهلم جر؟ ما دامت القاعدة أن كل خلية تلد خليتين متشابهتين لها مقتسمتين بالتساوي حصيلتهما الإرثية الموجودة في الكروموزمات؟ هذا ما سنجيب عنه في الخلايا الجنسية أي المنوي والبويضة واتحادهما لتكوين الخلية الأم أي البويضة الملقحة.

الخلايا الجنسية

الخلايا الجنسية هي المنويات التي تفرزها الخصية والبويضات التي يفرزها المبيض. وهي كسائر الخلايا لولا أن لها خاصية ليست لغيرها. ذلك أنها في انقسامها الأخير الذي تتهيأ به للقدرة على الاخصاب لا ينشطر الشريط الكروموزومي إلى نصفين يكمل كل منهما نفسه، لكن تبقى الأجسام الصبغية سليمة ويذهب نصفها ليكون نواة نصف خلية والنصف الآخر ليكون نواة خلية أخرى، فتكون نواة الخلية الجديدة إذن مشتملة على ثلاثة وعشرين من الأجسام الصبغية لا على ثلاثة وعشرين زوجا ولهذا يسمى هذا الانقسام بالانقسام الاختزالي فكأن النواة فيما يختص بالحصيلة الإرثية نصف نواة.
والقصد من ذلك أنه إذا أخصب منوي ناضج بويضة ناضجة باختراق جدارها السميك التحمت نواتاهما إلى نواة واحدة ذات 23 زوجا أي 46  كروموزوما كما هي سائر خلايا الجسم فكأنها التحما إلى خلية واحدة هي البويضة الملقحة وهي أولى مراحل الجنين.

التحولات التي تخضع لها الخلية طيلة أطوار الكائن البشري
التحولات التي تخضع لها الخلية طيلة أطوار الكائن البشري

وهناك خصوصية للبويضة الملقحة تنفرد بها من دون سائر خلايا الجسم، وسر هذه الخصوصية مركوز في السائل الخلوي السيتوبلازم الذي يحيط بالنواة،إذ بينما تتكاثر خلايا الجسم كما أسلفنا إلى أجيال لا نهائية لها من الخلايا المتماثلة (خلايا الكبد أو الجلد أو العضل....) ،  فإن البويضة الملقحة تشرع في الانقسام إلى خلايا متماثلة العدد محدودة من الأجيال،  فما تكاد تفضي إلى كتلة من 32 خلية حتى تتفرع خلايا الأجيال التالية إلى اتجاهات وتخصصات شتى ذات وظائف متباينة وتتخلق إلى خلايا الكبد والأعصاب والجلد والأمعاء والشعر أي تنحو إلى تكوين جنين ذي أنسجة وأعضاء مختلفة ومتباينة، على الرغم من أنها لا زالت تشبه الخلايا الأم التي انجبتها من حيث مادتها الوراثية إذ ينشق كل شريط كروموزومي إلى نصفين يكمل كل منهما نفسه ويتجه إلى خلية الجيل التالي وهكذا. ذلك أنه رغم هذا التشابه واحتواء كل نواة على الأزواج الثلاثة والعشرين (46 كروموزوم) فإن طوائف من الجينات تنطفئ بقدرة قادر فتبقى موجودة لكنها غير فعالة، أي متنحية في تمايز يتيح لكل مجموعة من الخلايا أن تفضي إلى نسيج أو عضو من أنسجة الجسم وأعضائه المتعددة.      
   

التعاليق

أحدث أقدم