هل تؤثر السمنة على القوة البدنية؟


نجدد الترحيب مرة أخرى بكل متابعي مدونة محيط المعرفة الأوفياء، موضوع اليوم سنتطرق فيه إلى تأثير السمنة وزيادة الوزن وتراكم الدهون على هرمون الذكورة. كما سنتطرق في هذا الموضوع على المشاكل الأخرى التي تتسبب فيها السمنة والوزن الزائد وسنتعرف على الطرق الصحيحة لمحاربة السمنة وإنقاص الوزن.


هل تؤثر السمنة على هرمون الذكورة؟
هل تؤثر السمنة على هرمون الذكورة؟



يرى الدكتور محمد عبد النعيم سلام أستاذ الأمراض التناسلية والذكورة المساعد بطب عين شمس أن هناك علاقة مباشرة بين السمنة وقلة هرمون الذكورة أو الفحولة فكلما زادت السمنة كلما ترسبت الدهنيات في أنسجة الجسم.. وتكمن المشكلة الرئيسية فى أن بعض الدهنيات الناتجة عن الإصابة بالسمنة تحول هرمون الذكورة (التستوستيرون) لدى الرجل إلى بعض هرمونات الأنوثة (الإستروجين) وبالتالى يزيد هرمون الأنوثة بدم الرجل وهذه الزيادة تقلل من رغبته وكفاءته. هناك بروتين يحمل هرمون الذكورة من الدم وجزء آخر من هذا الهرمون يتمتع بحرية السريان بالدم وهذا الجزء الحر هو الذى يعمل فإذا ما أصيب الرجل بالسمنة تزيد كمية البروتين ويقل الهرمون الحر بالدم.

وهناك عدة دراسات أجريت عبر العديد من الباحثين في مختلف دوال العالم والتي تصب في نفس الاتجاه والتي تؤكد علاقة السمنة والوزن الزائد بضعف إنتاج هذا الهرمون  لدى الرجال.

كيف تؤثر السمنة على هرمون الذكورة؟


وبالتالى فإن نسبة هرمون الذكورة الحر يقل وبتناقص وتزداد نسبة هرمون الأنوثة وتكون النتيجة الفتور وعدم الرغبة!! ويضيف الدكتور سلام بأن هناك علاقة غير مباشرة بين الإصابة بالسمنة والفحولة لدى الرجال حيث تحدث لديهم إضطرابات فى بعض هرمونات الجسم ويؤدى ذلك إلى عدم إستجابة أجسامهم لهرمون الأنسولين الذى يفرزه الجسم وهنا يكون لديهم إستعداد أكثر للإصابة بمرض السكر.. لأنهم يصابون بما يسمى بمقاومة هرمون الأنسولين.

وبمعنى أوضح لا يكون للأنسولين داخل أجسامهم دور على مستوى الخلايا ويبدأ الجسم فى التعامل مع الأنسولين الذى يفرزه على أن صاحبه مريض بالسكر نتيجة لمعاناته من رفض مستقبلات الانسولين للخلايا داخل الجسم وهذا ما يفسر لنا إزدياد نسبة مرضى السكر بين من يعانون من مرض السمنة ويصل الأمر فى النهاية إلى أن جسم البدين يكون أقل إستجابة للعلاج الدوائي من مرض السكر.. أضف إلى ذلك أن مرض السكر له علاقة بالأعصاب والأوعية الدموية الطرفية وعلى نسبة الهرمونات بالدم ونتيجة لأن أوعية العضو الذكرى تعتبر من أدق الأوعية الطرفية الدموية بجسم الإنسان فإن إرتفاع نسبة الكوليسترول بالدم قد يصيبها بالانسداد ونتيجة أن الدم الواصل إليها غير كاف تقل القدرة  وتنقص الفحولة وغالباً ما تصل الحالة إلى الإصابة بالعنة وليس مجرد ضعف فقط.

نستنتج مما سبق أن للسمنة الدور الأهم في حدوث هذا المشكل لدى الأشخاص الذين يعانون منها، وليس هذا فقط بل تتسبب في عدد كبير جدا من الأمراض الخطيرة التي تهدد الحياة وبسببها يموت مئات الآلاف عبر العالم، وتنتج عنها خسائر اقتصادية هائلة سواء بالنسبة للفرد أو بالنسبة للدولة.
ولذلك يوصي الأطباء والخبراء بضرورة القضاء على الوزن الزائد وحرق دهون الجسم بالطرق الفعالة والسليمة وتجنب المنتجات التي تقول أنها تقضي على البدانة وتقوم بتسريع حرق الدهون لأنه كاذبة ولا يوجد منتوج يمكنه أن يخلصك من دهونك الزائدة ورفع مستوى الحرق، لا يوجد حل سحري ليجنبك المشكلة إلا العزيمة والإرادة والإلتزام بالنصائح التي سنقدمها لكم باختصار في الفقرات الموالية بهذا الموضوع.


أدوية تزيد مشكلة نقص هرمون الذكورة


ويشير الدكتور سلام إلى أن من يعانون من السمنة ونتيجة لإصابتهم بالعديد من الأمراض كالسكر وارتفاع ضغط الدم وقصور بالشريان التاجي فإنهم غالباً ما يلجؤون إلى تعاطى واستهلاك أدوية لعلاج هذه الأمراض أو قد يتعاطون أدوية لتقليل الوزن وحرق الدهون..

كل هذه الأدوية لا تخلو من الآثار الجانبية وخصوصاً على الفحولة بل إنها كثيراً ما تسبب ضعفا وعدم الرغبة في الممارسة.. ونظراً لأن مرضى السمنة هم أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب فإنهم قد يلجؤون لتعاطى أدوية للخروج من هذه الحالة النفسية ومع ذلك فقد ثبت أن مثل هذه الأدوية أيضاً لها تأثير مباشر على الضعف وغياب الفحولة وقد تزداد الحالة تعقيدا.

وهذه يعني أن الأدوية التي يستهلكونها الأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن لعلاج الأمراض التي تسببها الدهون الزائدة، تساهم بشكل كبير في استفحال المشكلة لديهم. ويبقى الحل الوحيد هو إنقاص الوزن بالطرق الصحة والسليمة التي سنذكر لكم بعضها في الفقرات الموالية بالموضوع.


المشاكل الأخرى التي تسببها السمنة وكيف نقضي عليها؟


خلاصة القول هو أن السمنة هي السبب الرئيسي للعديد من الأمراض مثل السكري والقلب والشرايين والضغط الدموي وتتسبب أيضا في عدة اختلالات هرمونية التي بدورها تتسبب لنا في الكثير من المضاعفات الوخيمة، وأيضا توجد الكثير من الدراسات والأبحاث التي تربط بين السمنة والوزن الزائد مع الإصابة بمختلف أنواع السرطانات إذ أن الأشخاص البدناء ترتفع لديهم نسبة الإصابة بالعديد من أنواع السرطانات سواء لدى النساء أو لدى الرجال ومن بينها سرطان الثدي لدى النساء وسرطان البروستات لدى الرجال وسرطان الرئة وسرطان الجهاز الهضمي...

ولأجل ذلك وجب التفكير الجدي في التخلص من هذه المشكلة التي باتت تؤرق العديد من الأشخاص عبر العالم، ومحاربتها سهل جدا إذ يكفي اعتماد نظام غذائي صحي ومتوازن وممارسة التمارين الرياضية بشكل منتظم مثل رياضة المشي لمدة نصف ساعة في اليوم ورياضة الركض أو القفز على الحبل أو كمال الأجسام والسباحة وركوب الدراجة والعديد من الرياضات الأخرى، وعموما فإن كل الرياضات مفيدة ويكفي فقط اختيار إحداها وفقا لما يتناسب مع حالتنا الصحية مع ضرورة استشارة الطبيب قبل الاختيار للذين يعانون من أمراض مزمنة، وأيضا يجب الامتناع نهائيا عن الوجبات السريعة والمشروبات الغازية والعصائر المصنعة والمقليات والخبز الأبيض والأرز الأبيض واستبدالهما بالدقيق والأرز الأسمر.

ونقصد بالنظام الغذائي الصحي كل نظام غذائي يعتمد على المواد الطبيعية وعلى رأسها الخضر وخاصة الخضر الورقية ذات اللون الخضر والفواكه والأسماك والتقليل قدر الإمكان من اللحوم الحمراء، ونود هنا تصحيح بعض المفاهيم الخاطئة حول استهلاك بعض المواد:

  • المتداول هو أن لحوم الطيور لا تندرج ضمن اللحوم الحمراء وهذا خطأ لأن لحوم الدواجن أيضا تصنف ضمن اللحوم الحمراء، مما يعني أنه يجب التقليل أيضا من استهلاكها، لأن هناك من يكون لديه فهم خاطئ وعندما يخبره الطبيب بضرورة تجنب اللحوم الحمراء يقوم بتعويضها باستهلاك لحوم الدواجن مما يزيد حالته سوء.
  • الزبدة مضرة ولا يجب تناولها للأشخاص الذين يتبعون حمية غذائية لإنقاص الوزن، هذه المعلومة صحيحة فقط لو كنا نتحدث عن الزبدة المصنعة أما الزبدة المستخرجة من أصل حيواني طبيعي فلا ضرر منها نهائيا بل بالعكس هي مفيدة جدا للجسم ولا تساهم في زيادة الوزن.
  • استهلاك عصير الفواكه الطبيعي مفيد مهما كانت الكمية، المفيد للجسم هو تناول الفواكه دون عصرها حتى نقلل من نسبة السكريات التي تحتوي عليها بفضل الألياف التي توجد بها والتي تتناقص كثيرا عند عصرها.. والسكر الذي يتواجد بالفاكهة هو سكر الفركتوز والتي يتم تحليله مباشرة في الكبد حيث يتم تخزينه ولو كانت كميته كبيرة فإنه يتحول إلى دهون يتم تخزينها داخل خلايا الكبد نفسه وهذا مع مرور الوقت ومع قلة الحركة والمجهود البدني يتشكل لدينا ما يسمى بالكبد الدهني أو تشحم الكبد حيث ترتفع نسبة الخلايا الدهنية داخل الكبد وهذا يسبب العديد من المراض مثل السكري وقد تصل إلى تشمع الكبد وسرطان الكبد لدى بعض الحالات.
  • الإكثار من الوجبات مع تقليل الكمية مفيد في إنقاص الوزن، وهذه الفكرة أيضا خاطئة لأن هذه الطريقة فعلا تجعلك تخسر الوزن لكن ستخسر أيضا الكثير من كتلتك العضلية، والحل المثل لإنقاص الوزن مع الحفاظ على الكتلة العضلية هو اعتماد نظام الصيام المتقطع أي تناول الوجبات خلال ثمان ساعات في اليوم والصيام لمدة 16 ساعة مع السماح فيها بالمشروبات الخالية من السكر وأيضا يسمح فيها بشرب الماء.





ولأجل كل هذا وجب تغيير نمط العيش الذي اعتدنا عليه، لأنه لا يعتبر نمطا صحيا لأن نتائجه غير جيدة على الصحة وقد تسبب في العديد من الأمراض وتسبب في الكثير من الوفيات في سن مبكرة كما تسبب في الكثير من التشوهات الخلقية لدى المواليد الجدد والكثير من المشاكل الأسرية...

نمط العيش أو أسلوب الحياة هو سر العيش بطريقة سليمة وبجودة عالية، إذ لا يمكن أن ننعم بالسعادة أو الراحة وأجسامنا عليلة تشكو من العديد من الأمراض.

وأفضل أسلوب حياة هو الذي يوازن بين الكل الصحي والمتوازن والنشاط البدني اليومي والنوم الكافي.. وهذا حسب كل الأطباء والخصائيين هو سر التمتع بالصحة الجيدة والشباب الدائم.

نتمنى الصحة والعافية للجميع وإلى هنا نكون قد وصلنا لنهاية الموضوع ونضرب لكم موعدا مع موضوع آخر من مواضيع مدونتكم الثقافية محيط المعرفة. مع تحيات فريق عمل المدونة.

1 تعليقات

  1. موضوع غني بالمعلومات وجد مفيد عن السمنة وعلاقتها بالكفاءة الجنسبة كل الشكر لكم

    ردحذف

إرسال تعليق

أحدث أقدم