استخدمت وكالة ناسا مؤخرا حاسوبا خارقا يزن 100000 كلغرام ويشغل مبنى ضخم هذا الكمبيوتر العملاق قادر على معالجة البيانات التي تعالجها الحواسيب العادية مجتمعة خلال عشرة ملايين سنة في ثانية واحدة فقط وحاسوب بهذه المواصفات يستحق أن تطلق عليه وكالة ناسا لقب السوبر كمبيوتر.
الحاسوب العملاق يجسد كلمة الْحُبُكِ المذكورة في القرآن بصورة مدهشة للكون
المادة المعتمة والطاقة المظلمة ترسمان خيوط ومسارات تتوضع عليها النجوم والمجرات 

طعم هذا الحاسوب العملاق بجميع البيانات والمعطيات والقوانين الفيزيائية التي توصل إليها العلماء على مر عشرات السننين للكشف عن توزيع المادة بشقيها:                                                                                                                         
  1. المادة المرئية والتي تتكون من ذرات بموكوناتها الأساسية (البروتونات والنوترونات والالكترونات) والتي تتجسد في كل ما هو مرئي من مجرات وسدم وثقوب سود وغازات وغبار الكوني وما إلى ذلك ولا تمثل المادة المرئية إلا 4 بالمئة من كتلة الكون.
  2. المادة غير المرئية: التي لا تتكون من ذرات ولم يعرف العلماء بوجودها إلا من خلال التلسكوتات الفضائية التي أظهرت أن الأشعة القادمة من النجوم لا تأتينا في مسارات مستقيمية كما هو مفروض. بل في مسارات منحنية نتيجة لانحناء النسيج الزمكاني الذي أثبت وجوده العالم العبقري انشتاين في نسبيته بفعل الكثافة العالية لهذه المادة الغير مرئية والتي تشكل حوالي 96 بالمئة من كتلة الكون, وتبقى هذه المادة غامضة لأنها لا تتفاعل بأي شكل من الأشكال إلا ناذرا مع المادة العادية المكونة من بنى ذرية لذلك أطلق عليها العلماء مسمى المادة المعتمة والطاقة المظلمة والتي تحدثنا عنها في موضوع سابق بعنوان قوى الكون الخفية.
 استغرق الحاسوب الخارق رغم سرعته الهائلة قرابة الشهر لمعالجة هذا الكم الهائل من البيانات والصور والمعادلات المعقدة ليصوغها في صورة مدهشة تظهر نسيجا كونيا شديد الاحكام دقيق الصنعة تتوضع فيه المجرات مصطفة على خيوط متشابكة يبلغ طول الواحد منها مآت السنوات الضوئية وعلى الفور أطلق العلماء على هذه الصورة اسم النسيج الكوني بعد هذا الاكتشاف المدوي أقيمت الكثير من الأبحاث حول طبيعة هذا النسيج، كان أبرزها بحثا بعنوان كيف حُبِكَت خيوط النسيج الكوني. وكما ترون فكلمة حبك مألوفة لدينا نحن المسلمون حيث قال تعالى في كتابه الكريم في سورة الذاريات   "وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْحُبُكِ (7) إِنَّكُمْ لَفِي قَوْلٍ مُّخْتَلِفٍ" وإذا رجعنا إلى كتب التفسير سنجد تفاسير كثيرة أقربها للتفسير العلمي الحديث قول القرطبي والطبري وابن كثير وغيرهم من المفسرين قالوا: (الحبك) هي الطرائق وهي جمع لكلمة حبيكة. وبالفعل نحن نرى اليوم هذه الطرق التي لم يروها من قبل، وقال عكرمة: ألم تر إلى النساج إذا نسج الثوب فأجاد نسجه ; يقال منه حبك الثوب يحبكه أي أجاد نسجه. ومن من هذه المقتطفات نستشف أن السلف الصلح أدرك المدلول القرآني لهذه الآية.
مكان شمسنا في النسيج الكوني

فسبحان الذي أنزل هذا الوصف القرآني الدقيق، ‏ من قبل ألف وأربعمائة سنة، ‏ أنزله بعلمه الشامل‏، ‏ الكامل‏، ‏ المحيط‏، ‏ ليصف بلفظة ‏(‏الحبك‏) ‏ هذا الكم من صفات السماء‏، ‏ التي لم تعرف إلا في العقود المُتأخِّرة من القرن العشرين‏، ‏ ولا يمكن لعاقل أن يتصور مصدراً لها غير الإله الخالق‏ سبحانه وتعالى‏. وتبقى أيضاً تصديقاً لنبوءة الرسول محمد (ص) في وصفه للقرآن الكريم بأنه لا يَخْلَق من كثرة الرد‏، ‏ ولا تنقضي عجائبه‏.

                                            المصادر المعتمدة : الموقع الرسمي لناسا
                                                                   تفاسير القرطبي والطبري وابن كثير

التعاليق

أحدث أقدم