بسم الله الرحمان الرحيم 

سيظل الدماغ أعقد شيء واجهه الإنسان، هذه الكتلة الهلامية التي لا تتعدى 1200 غرام تحمل أسرارا لا تنتهي، وسر اليوم هو نوع خاص من الخلايا العصبية في أدمغتنا يسمى بالخلايا المرآة، سميت بهذا الاسم لأنها قادرة على عكس العالم الخارجي في أدمغتنا، فهي تتحفز عند رؤيتنا لشخص يقوم بفعل شيء معين، بنفس الطريقة التي تتحفز بها عند قيامنا بنفس الفعل بأنفسنا، إنها قادرة على أن تكشف لنا نوايا الأخرين.
موقع وجود الخلايا المرآة في الدماغ البشري
موقع وجود الخلايا المرآة في الدماغ البشري

في جامعة بارما بإيطاليا سنة 1990 أجريت تجارب على بعض القرود حيث قاموا بقياس النشاط الدماغي لقردة تأكل الموز وأخرى تشاهدها وهي تأكل فتبين لهم، أن نفس المناطق من الدماغ عند كلا المجموعتين قد تحفزت بنفس الدرجة، فالنشاط الدماغي للقردة التي تأكل والتي تشاهد تعمل بنفس الطريقة.

هذه الدوائر العصبية تنشط تبعا لذكريات معينة والأهم أنها لا تقتصر على معرفة الجزء الميكانيكي للفعل بل تترجم لنا حتى الدوافع والنية الكامنة وراء الفعل. فعندما ترى شخصا يبتسم تنتابك رغبة داخلية بضرورة الابتسام ويعتريك شعور بالارتياح  و الفرح حتى وإن احجمت رد البسمة.

وهذا يفسر تأثرنا البالغ عندما نشاهد شخصا يتألم أو يعاني من جرح بليغ وكأننا  نعاني من ذاك الجرح أو تثاءبنا بمجرد رؤية شخص آخر يتثاءب، وتلعب الخلايا المرآة دورا مهما في التقمص الشعوري الذي يجعلنا نحس بمعاناة وبألآم الأخرين وتدفعنا لمساعدتهم واحتضانهم حفاظا على التماسك الاجتماعي.فالله سبحانه وتعالى زرع فينا هذه الميكانيزمات العصيبة حفاظا على الأنواع الحية خصوصا الاجتماعية من الانقراض .


التعاليق

أحدث أقدم