تمنح جائزة نوبل اعترافا بالإنجازات التي تخدم البشرية أوالتي تحدث نقلة نوعية في العالم ,ولم يكن من السهل على العرب الحصول على هذه الجائزة إلا في 8 مناسبات خمسة منها في السلام , أما أن يحصل عليها عالم عربي في مجال العلوم وخصوصا في مجال الكيمياء فذلك ليس بالأمر الهين .
لماذا استحق أحمد زويل جائزة نوبل للكيمياء؟
حفل تسليم جائزة نوبل للكيمياء لأحمد زويل سنة 1999

استحق العالم المصري أحمد زويل المولود بتاريخ   1946 بمدينة دمنهور, هذه الجائزة عن جدارة واستحقاق .ولكن ما هي الخدمة التي قدمها زويل للبشرية وتخول له الحصول عليها ؟
لقد تحدثنا في مواضيع سابقة أن القوانين التي تحكم العالم ما تحت الذري ,  تخالف تماما القوانين التي تحكم الأجسام المادية الكبيرة والأجرام السماوية ,لأن المقاييس التي تحرك العالمين متباينة ومختلفة خصوصا الزمن ,استطاع أحمد زويل ابتكار الفيمتو ثانية (Femto second)وهي عبارة عـن مليون مليار (كوادرليون) جزء من الثانية أي (عشرة مرفوعة للقوة -15) .وهي فترة بالغة الضآلة .

وليس هذا فقط بل استطاع ابتكار نظاما لتصوير التفاعلات الكيميائية يعمل بالليزر,  يعتمد على إرسال ومضات ضوئية جد سريعة  مقدارها بضع عشرات من الفيمتو ثانية, لرصد حركة الجزيئات والروابط  التي تنشأ فيما بينها ,ليعطينا تصورا دقيقا لما يحدث أثناء التفاعلات الكيميائية .وكان هذا يعتبر دربا من المستحيل في ما مضى نظرا للسرعة المذهلة التي تتم خلالها هذه التفاعلات .
ليمكن هذا الفتح العلمي المبهر, البشرية من ولوج العالم الذري ومراقبة الذرات عن كثب وهي تلتحم مع بعضها لتكون الجزيئات وكأننا نشاهد فيلما لكائنات عاقلة تتفاعل في روابط اجتماعية ,وقد أعلن زويل بذلك ميلاد كيمياء الفمتو ثانية المعتمدة على استخدام كاميرات فائقة السرعة والتي من خلالها يمكن فهم التفاعلات والتنبؤ بها .

لم يحصل أحمد زويل فقط على جائزة نوبل للكيمياء سنة 1999 بل منح العديد من النياشين والأوسمة والجوائز العلمية وصلت إلى 31 جائزة معترف بها دوليا .إن هذا يبين لنا أن العرب والمسلمين يختزنون طاقات هائلة معطلة بسبب فساد الأنظمة العربية ,وعدم اهتمامها بالبحث العلمي واعتمادها على استهلاك ما ينتجه الغرب مقابل مقدرات وخيرات شعوبها المغلوب على أمرها .






التعاليق

أحدث أقدم