التفسير العلمي لمعجزة إنزال الحديد

متصفحي مدونة محيط المعرفة الأعزاء، منذ أن أوحى الله لرسولنا الكريم (ص) بالقرآن والعلماء يجتهدون في تفسيره على مر العصور كل حسب العلم الذي توافر في زمانه، قال تعالى فى سورة الحدید: 
(وأنزلنا الحدید فیه بأسٌ شدید ومنافع للناس) 25 قال المفسِّرون أنزلنا بمعنى قَدَّرنْا بمعنى (جَعَلنْا) لأن ما كان إنسان یتخیَّل أن الحدید الذي یُوجَد في الأرض قد أُنزل إلى الأرض إنزالاً، حيث أن الحدید یشكِّل أكثر من ثلث كتلة الأرض، بنسبة 35.9 %من كتلة الأرض الھائلة حدید.

التفسير العلمي لمعجزة إنزال الحديد
التفسير العلمي لمعجزة إنزال الحديد


تفسيرات العلماء لوجود الحديد في الأرض

فإذا كانت الأرض انفصلتْ عن الشمس، والشمس لا یُصْنَع فیھا حدید، نظرا لصغر كتلتها من أین جاء حدید الأرض؟ فاتجه العلماء إلى نجوم أبعد من الشمس. 

تفسير وجود الحديد في الأرض

وجد العلماء أن ھناك نجوم تُسمَّى بالمسْتَعَرات، كما رأينا في موضوع "أجسادنا ليست إلا غبارا نجمي" ھذه النجوم تصل فیھا درجات الحرارة إلى مئات البلایین من الدرجات المئویة، وأدرك العلماء أن ھذه النجوم ھي التي یتكون الحدید بداخلھا بعملیة الاندماج النووي. 
فإذا استهلك النجم طاقته وصار في آخر حياته تكونت نواة النجم وتحولت إلى حدید، حينها إما أن ینفجر على ھیئة ما یسمى ( فَوْقَ المْسْتَعِر) وتتناثر ھذه الأشلاء في صفحة الكون، أو یتحول إلى شيء آخر، الانفجار ھذا یؤدي إلى تناثُر اللب الحدیدي في صفحة الكون، فیدخل بقدرة لله في مجال أجرام سماویة تحتاج إلى ھذا الحدید.

ھذا الحدید استقر في لُب الأرض بحكم كثافته العالیة فانصھر، وماثل كل طبقات الأرض ومَیَّزَھا إلى سَبْع أرضین. وثبت - بأدلة قطعیة - أن كل الحدید في أرضنا، وفي مجموعتنا الشمسیة قد أُرِسل إلینا من الفضاء الخارجي أي من خارج المجموعة الشمسية وربما من خارج مجرتنا. 
من الذي علَّم محمداً - صلى لله علیه وسلم - ذلك حتى ینطق بھذه الحقیقة قبل 1400 سنة (وأنزلنا الحدید)؟! وثبت علمیاً أن الحدید فعلاً له بأس شدید، أما كثافة الحدید فھى (7874) كجم للمتر المكعب، وهي كثافة عالیة جداً، الحدید لا ینصھر قبل درجة (2000) مئویة، ولا یغلي إلا عند درجة حرارة (3023) مئویة. ویتمیز الحدید بین كافة العناصر المعروفة لنا بأعلى خصائص المغناطیسیة. 

ولولا ھذا المجال المغناطیسي ما صلحتْ الأرض للحیاة. فالمجال المغناطیسي ھو الذي یمكن الأرض أن تجذب إلیھا الغلاف الغازي، والغلاف المائي، والغلاف الحیوي، ویضبط مسافة الأرض قرباً وبعداً من الشمس، كما يحمي الأرض من الإشعاعات الشمسية والكونية القاتلة، الحدید ھو المكوِّن الأساسي للدم في الإنسان، وفي دم كثیر من الحیوانات، وھو المكون الأساسي للمادة الخضراء في النباتات. فسبحان الذي سخر لنا ما في السماوات والأرض.

موسوعة الأرض لزغلول النجار

التعاليق

أحدث أقدم