أثر جناح الفراشة

ذهب المتحمسون لنظرية الفوضى (الكايوس) الى القول بأن القرن العشرين سيذكر بسبب ثلاثة نظريات أولها النسبية ثانيها نظرية الكم وأخرها نظرية الفوضى التي اعتبروها الثورة العلمية الثالثة في علم الفيزياء.

و يصف أحد العلماء بقوله " لقد ضربت النسبية وهم نيوتن عن مكان و زمان مطلقين, واطاحت فيزياء الكم حلم نيوتن في التوصل الى قياسات دقيقة، وبددت نظرية الكايوس خيال نيوتن في إمكانية التوقع المحكم الحتمي".

ضربة جناح فراشة
ضربة جناح فراشة


منذ ان انطلق العلم في حل الغاز الكون عانى من جهله امام ظواهر الاضطراب ,مثل تقلبات المناخ وحركة أمواج البحر، وتغير اعداد الحيوانات، والنكسات الاقتصادية غير المتوقعة بالإضافة لتدبدب عمل القلب والدماغ.

ان الجوانب غير المنظمة في الطبيعة و المتقلبة لطالما اعجزت العلماء فمثلا التنبؤ بأحوال الطقس لثلاثة أيام يعد تخمينا و اذا زادت على سبعة أيام فان التنبؤ حينها يفقد قيمته، لذلك عزم العلماء على إيجاد نظام داخل الفوضى باستعمال دوال غير خطية وحواسيب عملاقة املا في توقع ما لا يمكن توقعه.

لذلك كثيرا ما نسمع القولة المشهورة "ضربة جناح فراشة تحدث اعصارا " وتعني ان تراكم عوامل صغيرة و مهملة على المدى البعيد قد تحدث تغييرات جذرية, و بعبارة أخرى ان عناصر صغيرة نسبيا من الطقس تستطيع ان تفقد افضل التنبؤات قيمتها .اذ تتضاعف الأخطاء و الأشياء غير المتوقعة و تتكاثف عبر سلسلة من الاضطرابات لتتحول من عناصر محلية مهملة الى حراك يشمل القارات و يظهر لعيون الأقمار الاصطناعية.

بقلم / الحسين بوتشيشي
المرجع/ نظرية الفوضى

التعاليق

أحدث أقدم