أجسادنا ليست سوى غبار نجمي

قراء مدونتنا الكرام سلام الله عليكم وبركاته، نطرح باستمرار أسئلة كبرى حول من نكون؟ من أين أتينا؟ وإلى أين سننتهي؟ وهذا دأب العلماء والمفكرين الذين لا يقبلون البديهيات ويحاولون معرفة العلل وتقفي آثار الحقيقة، عندما نظر العلماء إلى المادة؛ حاولوا دراسة كنهها  وتعرف لبناتها الأساسية، وبالفعل تمكنوا من تصنيف العناصر الكيميائية في الجدول الذري المكون من 118عنصرا وأعطوها رموزا تدل عليها HE –O-CA، هذه العناصر تكون كل مانراه من حولنا وحتى أجسامنا وأعضائنا الداخلية، ويأتي السؤال الموالي من أين أتت هذه العناصر الذرية؟ وكيف تكونت؟

أجسادنا ليست سوى غبار نجمي
أجسادنا ليست سوى غبار نجمي


بعد العديد من النظريات والأبحاث العلمية تبث لذا للعلماء أن تخليق العناصر المختلفة يتم داخل النجوم التي تعتبر أفرانا عملاقة، بواسطة عملية الاندماج النووي لنظائر كل من غازي الهيدروجين والهيليوم وقد أشرنا لهذا في موضوع لماذا الكون ليس أبديا؟ والتي بدأت منذ اللحظة الاولى للانفجار الكوني الكبير وبدأت بتدرج يتفق مع ترتيب العناصر في الجدول الذري، بمعنى أن العناصر الخفيفة بدأت في تخلقها قبل العناصر الثقيلة، وأن العناصر الثقيلة أمثال اليورانيوم والحديد والرصاص، لا بد و أنها قد تكونت داخل النجوم الشديدة الحرارة مثل المستعرات العظمى (SUPER NOVAE) أثناء انفجارها، وهي بطبيعة الحال أكبر من شمسنا ب 6 مرات على الأقل فشمسنا في نهاية حياتها لن تخلق عنصرا أثقل من الكاربون، يؤدي الاندماج النووي إلى التحام نوايا عنصري الهيدروجين والهيليوم الخفيفين، فتكون منهما عناصرا أخرى كتلتها أكبر، تنشأ بتلاحمها المتتالي في النجوم والشمس العناصر الأخرى، فيتكوّن الكربون (12 وحدة ذرية) والأكسجين (16 وحدة ذرية)، والصوديوم (23 وحدة ذرية)، وهكذا حتى اليورانيوم (238 وحدة نووية) وهذه العناصر وصلت إلى الأرض على مثن المدنبات والنيازك قاطعة أطراف الكون جالبة لنا الحياة.

ومن هنا نستنتج أن الكون وحدة مترابطة فالجزيئات التي تكون جسدك نشأت في قلب نجم انفجر منذ ملايين السنين، ويمكنني القول أن أجسادنا ليست سوى غبار نجمي، فوحدة المخلوقات تشير إلى وحدانية الخالق سبحانه وتعالى.

وبهذا نكون قد وصلنا لنهاية موضوعنا لهذا اليوم وإلى لقاء آخر مع موضوع جديد على مدونتكم محيط المعرفة.

التعاليق

أحدث أقدم