كلنا نعشق الجمال ونقدر الجاذبية الجسدية لذا الآخرين، ولكن أن تكون الوسامة والجمال معيارا نصنف به الناس على سلم الذكاء قد يبدو أمرا بلا معنى وغير منطقي.
لماذا يظن الناس أن الأفراد الأوفر جاذبية وجمالا أكثر ذكاء من الآخرين؟
لماذا يظن الناس أن الأفراد الأوفر جاذبية وجمالا أكثر ذكاء من الآخرين؟

لكن باحثين من المملكة المتحدة وعلى رأسهم عالم النفس شون تالماز أجروا تجربة حول هذه الظاهرة، حيث طلبوا من مجموعة من المشاركين التمعن في مجموعة من الوجوه وإعطاء علامات تتكهن بمعدلات ذكائهم، فجاءت النتائج تؤكد أنه كلما كان الوجه جذابا كلما زاد الاعتقاد بارتفاع نسبة ذكائه. هذا التحيز اللاشعوري في حكمنا على الناس أسماه علماء النفس بتأثير الهالة الجاذبية.

ويقول شون تالماز أننا لا نربط الجاذبية بالذكاء فقط بل حتى بصحة الشخص وبأخلاقه، فكلما كانت ملامح الشخص طفولية أو مائلة للأنوثة كلما كان جديرا بالثقة، وكلما كان الوجه ذكوريا خصوصا الحواجب الكثة والدقن العريض كلما زادت ارتيابنا وحذرنا منه.
عرضت 100 صورة لطلبة جامعيين على شبكة الأنترنيت وطلب من الجمهور تقييم هذه الوجوه من عدة وجوه: التحصيل الدراسي – نسبة الذكاء – التصنيف الأخلاقي. فجاءت النتائج مثلما توقعها فريق البحث لقد كان الطلبة الأكثر جمالا ووسامة على رأس القائمة  بنسبة 85 بالمئة، وتأكد لديهم أننا ننخدع كثيرا بشكل وجاذبية الأفراد مما يؤثر سلبا على أحكامنا على الناس خصوصا أثناء مقابلات التوظيف أو الامتحانات الشفهية.
لا توجد علاقة وثيقة بين الجمال والذكاء والضمير في الحياة الواقعية ولكنها موجودة في أذهاننا، إن تأثير الهالة الجاذبية على قراراتنا يجعلنا نتحيز لأحد الأطراف من دون سند أو حجة منطقية،و قد يكون لذلك تداعيات خطيرة عندما يتعلق الأمر باختيار رئيس البلاد أو توظيف الناس أو اقتراح أشخاص لشغل مناصب حساسة أو عندما يحكم القاضي على شخص في قفص الاتهام.

المجلة العلمية  PLOS One

التعاليق

أحدث أقدم