متابعي مدونة محيط المعرفة الأوفياء سلام الله عليكم.
في إطار القصص التي تطبع التاريخ الاسلامي والتي نقدمها لكم بقلم المدون السوداني أحمد الطيب والتي كان آخرها قصة خادمة بنت فرعون، سنقدم لكم اليوم الحلقة الأولى من قصة جريج العابد.

قصة العابد جريج
قصة العابد جريج


رجل في الزمن الماضي ذكر النبي صلى الله عليه وسلم قصته هذا الرجل أسمه جريج كان رجلا عاديا اشتغل بعبادة الله عز وجل وزاد فيها حتى صار اكثر الناس عبادة في قومه فبنى بالقرب من بيته صومعة وهي مكان يجلس فيه للعبادة بناها من طين، أراد ان يكون زاهدا بعيدا عن الدنيا وملذاتها وكان في الصومعة فتحات مثل النوافذ وكان يجلس اليوم كله صباحه ونهاره ومساه، في هذه الصومعة يذكر الله عز وجل فيها ومن أفضل من هذا الإنسان الذي ترك الدنيا وتفرغ لعبادة الله خاصة في ذلك الزمن. كان لهذا العابد أم ليس لديها غير هذا الولد وكانت إذا أرادت منه حاجة تناديه وهو في الصومعة ليلبي طلبها، وفي يوم من الأيام أمه خرجت لتناديه وكان قد أشتدت عبادة هذا الرجل يا جريج وكان يصلي فاحتار في أمره قال أمي ام صلاتي ماذا أقدم؟ والأم تنادي وهو لا يرد عليها فاختار صلاته وترك أمه، وأمه تريده لكنه للأسف إن كانت نافلة كان عليه قطعها لأن امه اولى وأن كانت فرضا كان عليه ان يخففها ويدرك أمه، لكنه افرط في تعلقه للعبادة وما علم ان الإستجابة لأمه أيضا عبادة، بل من أعظم العبادات عند الله عز وجل.
بعدما ترك أمه وأختار صلاته إنكسر قلبها وحزنت وخرجت من عنده وذهبت الى بيتها حزينة ولم يأت إليها، في اليوم التالي ذهبت اليه أمه مرة أخرى ونادته يا جريج وهو لا يجيب ايضا وأختار صلاته أيضا في هذه المرة ترك أمه وأمه تناديه فرجعت أمه مرة أخرى حزينة أسيفة تقول لم يستجيب لي؟ اليست طاعتي عبادة؟ ثم جاءته في اليوم الثالث تناديه تقول با جريج وهو لا يستجيب لها قدم صلاته، فلما علمت أمه بالأمر غضبت غضبا شديدا فدعت الله عز وجل عليه وقالت اللهم لا تمته حتى تجعله ينظر في وجوه المومسات ودعوة الأم مستجابة اي لا يموت الا ينظر الى وجوه العاهرات ما دعت عليه بالزنا ما دعت عليه بالفاحشة ولا اللعنة، وكان هذا الدعاء بالنسبة لهم دعاء خطير ومن أشد انواع الدعاء. دعت الأم على ولدها ودعاءها مستجاب وحتى لو بعد حين دعت عليه وهو كان يستطيع ان يستجيب لأمه لو كان في نافلة كان يستطيع ان يخفف لو كانت فرضا كان يستطيع ان يذهب الى أمه بعد ان ينتهي من عبادته فيتسامح ويقول لها ماذا تريدين ويقول اطلبي لكن ربما هو تلبيس من إبليس على هذا العابد فقره بعبادته وترك أمه المسكينة، والله بعد توحيده وصانا بالوالدين وبالوالدين إحسانا مافهم جريج هذا الامر، جريج بالغ في العبادة ونسي الحقوق، حق أمه وللأهل حق وللزوج حق وحتى الضيف له حق ولنفسك أيضا فأعطي كل ذي حق حقه. جريج ما قسم الحقوق حق الله وحق الناس وحق النفس ونسي حق أمه، أمه تحبه لكن هناك حالات من الغضب تجعل الإنسان يفعل مثل هذا الفعل.

فمرت الأيام ونسيت الأم دعاءها، جريج لم يدري ماذا صنع ولم يعرف مدى التقصير في حق أمه ومرت الأيام والناس يتحدثون من مثل جريج في العبادة من يستطيع ان يترك الفتن ويبتعد عن الذنوب مثله فضربت فيه الأمثال وتناقل الناس حديثه والكل يتكلم فيه كأنه أسطورة أو قدوة من القدوات. فسمعت بجريج إمرأة كانت في ذلك الزمان في قرية جريج فقالت للناس ماذا تعطوني ان فتنت جريجا بجمالي وذكائي ومكري وأنظروا الى المرأة اذا استغلها الشيطان وإذا استغلها أعداء الله لفتنة الصالحين، فجاءت له وتكشفت له وجريج يردها وكلما جاءت اليه يصدها وكان يقول إني أخاف الله كلما تعرضت له قال معاذ الله فحاولت مرة ومرتين وثلاث وعشر لكنها لم تقدر وأصيبت بالضجر، فرأت راعيا هذا الراعي كان يتردد حول الصومعة يرعى غنمه وكانت كل ما أرادت ان تفتن جريجا رأت الراعي وتكلمت معه فمكرت مكرا وذهبت لهذا الراعي وراودته عن نفسه فذهبت معه وأختلت بهذا الراعي فوقع عليها وزنا بها، هي أرادت ان تمكر بجريج العابد لكنها ما استطاعت فوقع الراعي عليها ومرت الأيام وحملت من هذا الراعي أرادت ان تمكر بجريج العابد، كيف هذا المكر؟ وماذا صنعت هذا المرأة؟ وماذا حصل لجريج العابد؟ وهل أستجاب الله لأمه؟ هذا ما سنعلمه في الحلقة القادمة إن شاء الله استودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله.

مرسلة من طرف المدون: احمد الطيب

التعاليق

أحدث أقدم