رواد مدونة محيط المعرفة الأعزاء، في هذه الأيام العصيبة تطاولت ألسنت الكفر على شخص حبيبنا المصطفى، مما آثار موجة غضب غامرة من قبل حشود المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، في الحقيقة الله تعالى قد تعهد بالدفاع عن رسوله أما الذي يحدث فهو إهانة لنا  لتقصيرنا لأننا لم نحسن التبليغ عن نبينا وديننا، وستحدث هذه التجاوزات وستظل تحدث حتى تستيقظ الشعوب الإسلامية من سباتها لأن قدرنا أن نكون قادة العالم لا مجرد اتباع وأذناب، لهذا اخترت أن نتناول حديثا آثار جدلا منذ القديم حتى من قبل المسلمين أنفسهم. 
                                               
حديث الذبابة والعلم
حديث الذبابة والعلم
الحديث: "إذا وقع الذباب في شراب أحدكم فليغمسه ثم لينزعه فإن في إحدى جناحيها داء وفي الأخرى شفاء". (صحيح البخاري: هذا الحدیث الشریف رواه كذلك كل من الأئمة أبو داود، والبیھقي، والنسائي، وأحمد، وابن ماجه، والدارمي، وابن حیان، وابن خزیمة وغیرھم، وزاد أبو داود في روایته "وإنه یتقي بجناحھا الذي فیه الداء".

ومن معاني الحدیث الشریف أن الذبابة تحمل في إحدى جناحیھا داء، وفي الجناح الأخرى شفاء من ھذا الداء. وفي تعجل من فھم دلالة ھذا الحدیث الشریف امتعض بعض قارئیه من إمكانیة غمس الذبابة في شراب أو طعام ثم تناوله، ونسي ھؤلاء أن ذلك یتم في حالات الضرورة القصوي كأن یكون الإنسان في قلب الصحراء ولا یملك إلا ھذا الكأس من الشراب، وقد یوشك على الھلاك إذا فقده، فدرءاً للخطرین: خطر الھلاك من الجوع أو العطش، وخطر الھلاك مما أنزل الذباب في شرابه من فیروسات وجراثیم وبكتیریا، جاء الأمر النبوي الشریف بغمس الذبابة في الشراب حتى یتقى بمقومات الشفاء في إحدى جناحي الذبابة، ما في جناحھا الأخرى من داء، ومن لا تقبل نفسه ذلك فلا یوجد في نص الحدیث ما یضطره إلیه أو یجبره علیه، ویؤكد ذلك ما رواه أبو سعید الخدري (رضي لله عنھ) أن النبي (صلى لله علیه وسلم) نھى عن النفخ في الشراب، فقال رجل: القذاة أراھا في الإناء؟ فقال (صلى لله علیه وسلم): "أھرقھا".

وعلیه فلا یجوز لأي إنسان أبدا أن ینطلق من موقف شخصي بحت إلى التشكیك في صحة الحدیث الشریف لمجرد أن نفسه عافت شرابا غمس فیه الذباب. وھو المعروف بحملھا للكثیر من مسببات الأمراض، وذلك لأن سند الحدیث صحیح، ومتنه صحیح من الناحیتین العلمیة والتطبیقیة. فمن الناحیة العلمیة ثبت أن الذباب وھو من الحشرات الشائعة الانتشار على سطح الأرض إذ یمثل بحوالي سبعة وثمانین ألف نوع، كلھا تتغذي على النفایات وما بھا من المواد العضویة المتعفن حیث تنتشر الفیروسات والبكتیریا والجزاثیم بمختلف أنواعھا وأغلبھا من مسببات الأمراض، ومن طلاقة القدرة الإلھیة المبدعة في الخلق إیجاد كل شيء في زوجیة واضحة حتي یبقى ربنا (تبارك وتعالى) متفردا بالوحدانیة المطلقة فوق جمیع خلقه، فخلق البكتیریا وأضدادھا أو ما یسمي باسم "عاثیة البكتیریا".

وإذا التقى الصنفان فإن عاثیة البكتیریا تقضي على البكتیریا كذلك خلق من كل نوع من الفیروسات والجراثیم ماھو ضده، وإذا التقت الأضداد قضت على بعضھا بعضا.
وقد أعطى لله (تعالى) للذباب  وھو من الحشرات الضعیفة  القدرة على حمل الفیروسات والبكتیریا والجراثیم على إحدى أجنحتھا، وحمل أضاد ذلك على الجناح الآخر.
ومن الناحیة التطبیقیة قامت مجموعات من أبحاث المسلمین بإجراء العدید من التجارب على أنواع متماثلة من الأشربة غمس الذباب في بعضھا ثم أخرج منھا، وترك لیقع على البعض الآخر ثم یغادرھا دون غمس فیھا، وعند الفحص المجھري اتضح خلو الأشربة التي غمس فیھا الذباب من مسببات الأمراض، وامتلاء الأشربة التي حط علیھا الذباب دون غمس بتلك المسببات من مختلف أصناف الفیروسات البكتیریا والجراثیم.
والسؤال(صلى لله علیه وسلم) أن الذباب یحمل على إحدى جناحیھا داء ویحمل على الآخر الدواء؟ وذلك من قبل أربعة عشر قرنا...!! واكتشاف الأضاد الحیویة لم یتم إلا في القرن الماضي...!!
وعلى ذلك فإن ھذا الحدیث الذي أثار جدلا طویلا یعتبر من أعظم الشھادات على صدق نبوة ورسالة ھذا النبي الخاتم والرسول الخاتم فصلي لله وسلم وبارك علی وعلى آله رب العالمین. وصحبه ومن تبع ھداه ودعا بدعوته إلى یوم الدین.

التعاليق

أحدث أقدم