تحدثنا في موضوع سابق عن اكتشاف موجات الجاذبية التي تنبأ بوجودها ألبرت انشتاين في نسبيته العامة، والذي عبر من خلالها عن إمكانية حدوث اهتزاز في النسيج الزمكاني المتظافر vibration de l’espace-temps . 

فريق استرالي يرصد موجات الجاذبية للمرة الثانية
انشتاين أول من تنبأ بموجات الجاذبية

ومعلوم أن هذه الموجات هي عبارة عن انتقال التشوهات أو انحناءات الفضاء بسرعات تقارب سرعة الضوء   30000 كيلومتر في الثانية الواحدة، وهي تشبه إلى حد كبير تلك الموجات التي نلحظها على صفحة الماء عند إلقاء حجر في بركة ماء، وهذه الموجات هي نتيجة التسارع أو التباطؤ الناتج عن الأجسام الفائقة الكتلة في الكون، وخصوصا الثقوب السوداء والنجوم النوترونية.
  فالمرة الأولى التي رصد فيها مستكشفي LIGO  هذه الظاهرة كان في 11 فبراير  2016    عندما اقترب ثقبين أسودين من بعضهما البعض، الأول أكبر من شمسنا ب 29 مرة والثاني تقريبا ب 36 مرة بعيدة عنا بحوالي 1,3 مليار سنة ضوئية، في حركة تجاذبية عبارة عن رقصة كونية فريدة، قبل أن يدخلا في تصادم هائل حرر طاقة هائلة تعادل قوة100 مليون سوبير نوفا supernova قادرة على خلخلة النسيج الزمكاني ومطه بطريقة تسمح بانتقال موجات الجاذبية عبر مسافات كونية هائلة.

   وبعد مرورفقط أربعة أشهر تم اكتشاف  موجات الجاذبية ، للمرة الثانية على يد فريق أسترالي، إذ تمكنوا فعليا من رصد موجات ثقالية بشكل مباشر حيث أفادوا أن هذه الموجات نتجت عن اصطدام ثقبين أسودين يفوق حجمهما حجم شمسنا بحوالي 14 مرة.
قالت سوزان سكوت Susan Scott، عضو الفريق وعالمة الفيزياء الفلكية في الجامعة الوطنية الأسترالية (ANU) في كانبيرا: "بهذا الاكتشاف الجديد ينطلق عصر علم الموجات الجاذبية الفلكية، مما يعني أننا سنتمكن من جمع قدر أكبر من البيانات التي ستساعدنا على رسم خريطة كونية أدق من أي وقت مضى".

المصدرhttp://www.nasa.gov

التعاليق

أحدث أقدم