الغرائب والعجائب لا تنقطع ولا تنتهي عندما يتعلق الأمر بعلوم الكونيات، فلا زلنا لا نعرف إلا النذر اليسير عن المادة المظلمة والطاقة المعتمة، وعن طبيعة الثقوب السوداء. والتي كنا نظنها وإلى عهد قريب عبارة عن تجاويف أو ممرات تحوي كثافة هائلة من المادة المركزة. باستطاعتها ابتلاع وامتصاص أي شيء يمر بمحاذاتها حتى الضوء نفسه، لا يمكنه أن يفلت من حقل جاذبيتها القوي. وكانت النظريات تصب في أن هذه الثقوب السوداء يمكن أن تكون منافذ على أكوان موازية أخرى توجد في الطرف الأخر.


الثقوب السوداء مسطحة وليست ثلاثية الأبعاد
الثقوب السوداء مسطحة وليست ثلاثية الأبعاد
لكن حسابات جديدة قام بها فيزيائيون من معهد ماكس بلانك للفيزياء النظرية بألمانيا، استخدمت فيها الثقالة الكمومية الحلقية، وهي إحدى النظريات التي تحاول تقديم تصور كمومي للزمكان يجمع بين نظريتين متناقضتين حتى الآن هما نظرية الكم والنسبية العامة لإنشتاين. وتسعى إلى تقديم نظرية أعم تشمل النظريتين المتناقضتين.

وجاءت التقارير الأخيرة على خلفية دراسة مستفيضة لثقب أسود عملاق أكبر بـ 600 مليون مرة من كتلة الشمس. فاتضح أن الثقب الأسود ليس أسودا وليس له أجزاء داخلية كما كان شائعا بل مسطح أي ثنائي البعد وكل ما يمتصه يبقى عالقا على سطحه.
وربما هذا الاكتشاف الجديد سيحسم في الخلاف الذي اثير حول انحفاظ المعلومة أو فنائها بعد تمزق المادة داخل الثقب الأسود , فالأجسام التي يمتصها الثقب الأسود سواء كانت كواكب أو نجوم ستبقى المعلومات الخاصة بها عالقة رغم فناء مادتها وطاقتها عالقة على سطح الثقب في ما يسمى بأفق الحدث،  كما سماه هوكينغ. إلى أن تقوم الانبعاثات الإشعاعية أو إشعاع هوكنغ بتسريبها إلى الفضاء مجدداً.  

ربما المعلومات الجديدة ستمنح الفيزيائيين القدرة على توليد نماذج جديدة وتميط اللثام على بعض الغموض الذي يلف طبيعة الثقوب السوداء, وتعطي أملا في إيجاد توليفة جديدة بإمكانها أن تجمع بين النسبية العامة لانشتاين والفيزياء الكمومية للوصول لفهم أعمق وأشمل للكون.   

المصدر وكالة : Nasa (www.nasa.gov)              


التعاليق

أحدث أقدم