قدم فيغوتسكي نظريته حول النمو المعرفي لدى الطفل في الثلث الاول من القرن الماضي، ورغم رحلته القصيرة في الحياة والتي لا تتعدى 38 سنة، إلا أنه لعب دورا مهما في مسار علم النفس الارتقائي.

نظرية فيغوتسكي في التعلم
نظرية فيغوتسكي في التعلم

وعلى عكس بياجيه الذي أعطى الاولوية للنمو البيولوجي ذو الخلفية الوراثية، إلا ان فيغوتسكي  اهتم بجوانب التفاعل الاجتماعي ودور البيئة في النمو المعرفي لذى الطفل. فإذا كان النمو المعرفي عند بياجيه يبدأ من الداخل وينطلق الى الخارج فعند فيغوتسكي يقع العكس فالمعرفة تبدأ من الخارج وتنتهي للداخل.
تعتمد نظرية فيغوتسكي على مفهومين أساسيين، الأول ويدعى الاستدخال والثاني يدعى نطاق النمو الممكن.

مفهوم الاستدخال :

 فتقوم نظرية الاستدخال على فكرة أن النمو المعرفي للطفل يعتمد على امتصاص المعرفة من خلال السياق الاجتماعي، ويتم ذلك عن طريق ملاحظة الطفل لما يقوم به الاخرين من حوله ومعرفة لما يقومون به، ثم اعادة بناء هذه المواقف داخلياً للتعرف عليها ومعرفة أبعادها.

مفهوم نطاق النمو:

أما مفهوم نطاق النمو الممكن فيعمل على ادراك ما يمكن الطفل القيام به في الوقت الراهن أي الحد الاقصى لإمكانياته، وما يستطيع الطفل القيام به إذا توافرت له الظروف والامكانات التي تتيح له الاستفادة من جميع قدراته الكامنة.
وعلى هذا الأساس انتقد فيغوتسكي اختبارات الذكاء،  وطرق التقييم الشائعة في عصره ، لأنها تقدم بيئة ستاتيكية في حين أن الطفل يحتاج الى بيئة ديناميكية.

بقلم الأستاذ هشام بوتشيشي

التعاليق

أحدث أقدم