يريد العديد من الناس أن يغيروا أسلوب إحساسهم ولكنهم لا يعرفون كيف يفعلون ذلك، وأسرع طريقة لتغيير كيفية شعورك تجاه شيء ما، هي أن تغير ما تركز عليه. فإذا أردت أن ينتابك شعور سيء الآن، فهذا سيكون أمرا في غاية السهولة، أليس كذلك؟
كل ما عليك عمله هو أن تفكر في شيء مؤلم قد حدث في حياتك وتركز كل انتباهك عليه، وإذا فكرت فيه وقتا طويلا، سينتابك هذا الشعور السيء مرة ثانية.

ما تفكر فيه وما تركز عليه هو ما ستحصل عليه
ما تفكر فيه وما تركز عليه هو ما ستحصل عليه
ياله من شيء يدعو للسخرية! هل من الممكن أن تجلس أما فيلم سيء مرات ومرات؟ بالطبع لا، فلماذا إذن تتجول بعقلك في أشياء تضايقك؟ هذه التجربة فقط توضح للجميع كم هو سهل أن تدفع بنفسك الى المشاعر السيئة، وكيف أن مجرد تركيزك على شيء بعينه أمر غاية في الأهمية بالنسبة لك، وحتى إن كانت الأمور صعبة فعليك فقط أن تركز على ما تستطيع القيام به، وعلى ما تستطيع السيطرة عليه.

وإذا أردت أن ينتابك شعور طيب الآن، فيمكنك أن تفعل هذا بمنتهى السهولة، أليس كذلك؟ فيمكنك أن تركز على شيء يسعدك، شيء جعلك تشعر شعورا طيبا تجاه نفسك أو أسرتك أو أصدقائك. ويمكنك أن تركز تركيزا شديدا على المستقبل الذي تحلم به، والذي يجعلك تشعر بالحماس مسبقا، والذي يمدك بالطاقة التي تجعلك تسرع في تحقيق حلمك ليصبح حقيقة.

هل تستطيع أن تفهم لماذا يعتبر التركيز شيئا مهما جدا؟
إنه يتحكم في الطريقة التي ترى بها الدنيا، وفيما تفعله بشأنها.
هل تعتقد أن التركيز قد يتحكم أيضا في الطريقة التي تشعر بها؟
بالتأكيد هذا يحدث طبعا. فتركيزك يستطيع أن ينقد حياتك يكل ما تحمله الكلمة من معان.

سيارات السباق هي أكثر الأشياء التي أستمتع بها. فلن أنسى أبدا أهم درس تعلمته في مدرسة تعليم قيادة سيارات السباق. لقد قال لي معلمي: أهم ما يجب عليك أن تتذكره هو كيف تستطيع أن تخرج من منزلق. وهذه تصلح جملة مجازية جيدة للحياة، أليس كذلك؟
فأحيانا نقع في منزلق حيث نشعر بأننا فقدنا السيطرة. وقد علمني أن السر في ذلك بسيط جدا. فما يفعله معظم الناس حينما يبدأون بالنزول الى منزلق هو التركيز على ما يخشونه وهو السور، فبدلا من ذلك يجب عليك أن تركز على المكان الذي تود أن تذهب إليه. وأنا متأكد من أنك قد سمعت عن بعض الناس الذين يقودون سياراتهم الرياضية في طرق خلفية، وفجأة يفقدون السيطرة. ولأميال كثيرة لا يجدون أمامهم سوى عمود واحد، ولكن بطريقة ما يصطدمون به. والسبب في ذلك هو أنه بمجرد أن يفقد الناس السيطرة، فإنهم يصبون كل تركيزهم على ما يريدون تجنبه، وفي النهاية يحدث ما كانوا يخشونه، والحقيقة أن أي شيء تركز عليه ستتحرك تجاهه.

وكخلاصة للقول يجب أن نركز على ما نريد، بدلا من التركيز على ما يخيفنا، وأي شيء تفكر فيه بشكل غالب ستمر بتجربته.

تغيير التركيز واتخاذ القرارات وتغيير المعتقدات لن يحدث بين ليلة وضحاها بل يحدث خطوة بخطوة، لكن المؤكد أنك لو غيرت تركيزك ولو قليلا فإن واقعك سيتغير كثيرا.

يجب أن نتعلم كيف نركز على الأهداف التي نريد الوصول إليها ونتجنب التركيز على الأشياء التي نخاف حدوثها، ركز على الأفضل وستصل إليه بكل تأكيد، وتحلى بالتفاؤل لأن ديننا يحثنا على ذلك: وتفاءلوا خيرا تجدوه، وقد توصلوا لهذه الحقيقة وأثبتوها في نظرية قانون الجذب، فلو أردت أن تصل الى هدف ما فركز كل تفكيرك عليه وسيقوم عقلك الباطن  بتوفير كل ما تحتاجه للوصول الى هدفك، فهناك أثرياء وصلوا الى الثراء بفضل تفكيرهم فيه لكنهم بعد تحقيق هدفهم أصبحوا يفكرون في خوفهم من فقدان الثروة وهذا ما حصل لهم بالفعل لكن بعد فقدانهم لثرواتهم أعادوا بناء ثروة جديدة والسبب هو أن هاجس الخوف من فقدان الثروة قد تخلصوا منه فاستطاعوا تركيز تفكيرهم على بناء ثروة جديدة فوصلوا الى هدفهم، فلماذا لا تكون أنت واحدا من هؤلاء وفكر في ما تريد الوصول إليه وركز جيدا على هدفك حتى تستفيد من قدرات عقلك للوصول الى أهدافك.

وسنعرض عليكم في الموضوع اللاحق قصة السيد هوندا مؤسس شركة هوندا العالمية المشهورة في عالم السيارات والمحركات والدراجات لتعرفوا كيف وصل الى كل ما كان يطمح له وكيف ركز على أهدافه متخطيا أقصى العقبات.
المرجع: نصائح من صديق بتصرف
أنتوني روبينز

التعاليق

أحدث أقدم