الأمة الإسلامية مستهدفة من كل الجوانب  ويترصدها الأعداء ليل نهار,وما يزيد الأمر سوء هو الانقسامات والتنازع على الحكم والسلطة والأكثر خطورة هو وجود المنافقين من بني جلدتنا يتكلمون لغتنا ويدعون خدمة البلاد والعباد ونصرة الدين ,ولكن ماهم إلا
معاول هدم وأدناب لأعداء الإسلام بل هم أشد خطرا عليه من العدو الصريح الظاهر لأننا ننخدع بكلامهم المعسول ومظهرهم البريئ ونأمنهم على بلادنا وأعراضنا وأموالنا لذلك وعد الله تعالى المنافقين بالدرك الأسفل من جهنم" إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار وَلَن تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا" آية 145 النساء.
الرسول صلى الله عليه وسلم يبشرك فلا تقنط
الرسول صلى الله عليه وسلم يبشرك فلا تقنط
 ماذا نفعل ؟هل نستسلم ونيأس هل تقبع في بيوتنا ننتظر أن يتكالب علينا الأعداء ؟هل نقول أن قدرنا جعلنا تحت رحمة الكفار والمشركين؟ سنعود لمراجعة التاريخ والبحث في سيرة الرسول (ص) لأن حياته نموذج حي لكل الظروف والمصاعب التي يمكن أن تمر بالفرد والمجتمع ,رغم أنه كان مأيدا بالوحي إلا أنه قاسى الكثير وتألم وعاش معظم حياته فقيرا وفقد الولد والأحباب وتعرض للنفي ...لكنه ظل دائما حسن الظن بالله واثقا من النصر ولو بعد حين ونحن نمر بهذه النكبات لم أجد قصة من حياته صلى الله عليه وسلم أبلغ من أحداث معركة الخندق أو الأحزاب وكيف كان الأعداء يترصدون المؤمنين للقضاء على الدعوة الإسلامية في مهدها بعد أن أعدوا وحشدوا كل الأسباب ونسوا مسبب الأسباب ,ووجد اليهود والمنافقون المقيمون بالمدينة المنورة الفرصة سانحة لطعن الإسلام في ظهره.في هذه اللحظات الحرجة والمصائب التي تجمعت على المسلمين ، وعندما اعترضتهم صخرة لم يستطيعوا كسرها أثناء حفرهم للخندق ـ رضي الله عنهم وأرضاهم ـ جاء الصحابة واشتكوا ذلك لرسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قام فأخذ المعول وقال : بسم الله ، فضرب ضربة فكسر ثلثها ، وقال : الله أكبر، وكان عندما يضرب الحجر يقول: (الله أكبر! أعطيت مفاتيح الشام ، والله إني لأبصر قصورها الحمر الساعة ثم يضرب الثانية ويقول: الله أكبر! أعطيت مفاتيح فارس، والله إني لأبصر قصور المدائن ، ثم يضرب الثالثة فيقول: الله أكبر أعطيت مفاتيح اليمن ، والله إني لأبصر أبواب صنعاء بمكاني هذه الساعة)([2]).
أمام هذه الصورة الرائعة من المظهر القيادي الذي تولاَّه رسول الله صلى الله عليه وسلَّم، نستشعر قوَّة تصرفه عليه الصلاة والسلام في إدارة الازمات حيث قلب المحنة إلى منحة، وأظهر الأمل داخل الألم، وبشَّر المسلمين بفتح مبين على الرُّغم من الصعاب التي تواجههم.
وها نحن أهل الإسلام في هذا الزمان نجد معاول الكفر تحاول أن تجتثَّ هذا الدين من قلوب الناس، مستخدمين جميع أنواع القوَّة الناعمة والصلبة، والمادية والعسكرية والمعنوية، لمحاولة تحجيم انتشار الإسلام وكيِّ من اعتنقه بجحيم الحروب والقلاقل، ومحاولة ردِّهم عن هذا الدين، وغزوهم فكرياً وثقافياً، ومع هذا كلِّه نجد شيئاً غريباً وملمحاً عجيباً يكمن في تلك السرعة الفائقة في انتشار الإسلام في كثير من نواحي المعمورة، بدرجة لا تخطر على بال أحد، مع أنَّ الحالة التي يعيشها المسلمون في هذا الزمن، من أسوأ الحالات التي تمر بهم ضعفاً وضعة وضياعاً واضطرابا واحتلالاً لكثير من بلاد الإسلام.
إنَّني إذ أتحدث عن ذلك؛ لعدة اعتبارات ساقتني بشكل خاص للبحث  في هذا الموضوع ، خاصَّة حينما لا نجد أنَّ مثل هذه الأخبار والمُبشِّرات تهتم بها كثير من وسائلنا الإعلاميَّة، فهي مشغولة ببث الأخبار المأساوية التي تثير الهم ولواعج الحزن في القلب، أو بذكر الأخبار التافهة.
بل صار كثير من الناس يقولون: إنَّ هذا الدين يحترق وإنَّ الأمَّة المسلمة لن تقوم لها قائمة إلاَّ بأمر من عند الله تعالى، وأمَّا جهود البشر فقد باتت جهودهم لا تقوى على إصلاح الصعوبات التي يعايشونها.
َّ نسبة النمو السنوي للمسلمين في العالم(6,4%)، بينما نسبة النمو السنوي للنصارى (1%)، وهذا دليل كبير على أنَّ دين الإسلام في انتشار وليس في اندثار كما يقوله المحبطون اليائسون, بل استبشروا خيرا وليخدم كل منا هذا الدين بما يعرف وبما يستطيع, وما النصر إلا من عند الله.

التعاليق

أحدث أقدم