إن الفيروسات يجب أن تعتبر كائنات حية، ونستطيع أن نقرر الأن بما لا يقل قوة أن هذه الجسيمات يجب أن تعتبر أيضا جزيئات كيماوية عادية، تخضع لجميع قوانين وأنظمة علمي الفيزياء والكيمياء.

    الفيروسات هي الحلقة الوسطى بين المادة الجامدة والمادة الحية
    الفيروسات هي الحلقة الوسطى بين المادة الجامدة والمادة الحية

ورد في تقرير البحوث عن المواد الفيروسية أن الفيروس يمكن اعتباره مركبا كيميائيا له تركيب معين، ويمكن أن تجرى عليه نفس العمليات الفيزيائية والكيميائية التي تجرى على مركبات عضوية معقدة ولكنها ليست حية كما أنه يخضع لأنواع مختلفة من التفاعلات الاستبدالية. ويبدو أن الأمر لا يحتاج إلا إلى مضي وقت كاف حتى يتمكن المتخصصون في الكيمياء الحيوية، من أن يكتبوا لكل فيروس الصيغة الكيميائية لتركيبه بنفس السهولة التي يكتبون بها الصيغة الكيميائية للكحول أو الجلسرين أو السكر.

ومما يلفت النظر أيضا إلى درجة كبيرة أن الفيروسات التي تنتمي إلى نوع معين أنها كلها من حجم واحد حتى آخر ذرة فيها. وقد تبث في الواقع أنه عندما تحرم الفيروسات من الوسط الغذائي الذي تعيش فيه، فإنها ترتب نفسها في الأوضاع المنتظمة التي تتخذها البلورات العادية. فمثلا يتبلور الفيروس المسبب لوقف النمو الطبيعي للطماطم إلى بلورات جميلة كبيرة الحجم على شكل المجسم ذي الاثني عشر وجها .... ويمكنك الاحتفاظ بهذه البلورات في خزانة عيناتك المعدنية بجانب "الفلامسار" و "الملح الصخري". ولكن ما إن تعيدها إلى نبات الطماطم حتى تتحول مرة أخرى إلى أسراب من الكائنات الحية.

نعم إننا ولا شك أمام خطوة انتقالية بين المادة الحية والمادة الغير حية، وعندما يستطيع كيميائي حيوي موهوب، وربما يتحقق ذلك في مستقبل غير بعيد، أن يركب جزيئا فيروسيا من العناصر الكيميائية العادية فله مسوغ أن يقول " لقد وضعت توا نسبة من الحياة في قطعة من المادة الميتة"

George Gamow   كتاب بداية بلا نهاية

التعاليق

أحدث أقدم