تعتبر مسألة البحث عن الكواكب الشبيهة بالأرض exoplanètes, قضية جوهرية بالنسبة لعلماء  الكونيات، فهي تجيب عن تساؤلات وجودية  وفلسفية غاية في الأهمية، فمعرفة أن انبثاق الحياة ليست حكرا على كوكبنا الأرض يمكن أن يغير الكثير من مفاهيمنا وقناعاتنا عن الحياة والوجود وعن أنفسنا أيضا. وحتى أن بعض علماء الكونيات يظنون أن الحياة أمر شائع في هذا الكون اللامتناهي وتميل الاحصائيات إلى وجود الملايين منها في الكون المنظور فقط.  والمقصود بالكواكب الشبيهة بالأرض  أي التي تتوفر فيها ظروف مشابهة للأرض  كالحجم الذي يلعب دورا محوريا في نشأة الحياة؛ حيث إن الكواكب التي تكون بنفس حجم كوكب الأرض يعتقد أنها يمكن أن تكون ذات طبيعة قابلة للسكن، بالإضافة إلى مقدرتها على امتلاك غلاف جوي, وكذلك طبيعة النجم الذي تدور حوله وتشابهه مع شمسنا وطول مدار الكوكب حول نجمه واستقراره وميل محور ودورانه. مما يسمح بتواجد الماء على سطحه على هيأته السائلة.
اكتشاف كوكب شبيه بالأرض Proxima B يرجح العلماء أنه سطحه مغطى بالكامل بمحيط من الماء السائل
 Proxima B الكوكب الأقرب لاستظافة الحياة

ويظهر أن العلماء قد عثروا على ضالتهم  في كوكب تتوافر فيه العديد من الشروط التي ذكرناها, حيث أكد العلماء أن كوكب Proxima B, الذي يبعد عن الأرض بحوالي 4.2 سنة ضوئية يحتمل أنه قابل للسكن وينبض بالحياة.
على الرغم من أن  بروكسيما بي  Proxima B يواجه نجمه بشكل دائم من جهة واحدة فقط أثناء دورته التي تناهز 11.2 يوم فقط، فإن قرب بروكسيما بي من النجم الذي يدور حوله   والذي هو في الحقيقة قزم الأحمر  والمسمى "بروكسيما سينتوري" (قنطور الأقرب) يضعه تماماً في منتصف المنطقة الذهبية أي إن المسافة الفاصلة بينهما ليست قريبة جداً أو بعيدة جداً ، مما يسمح بإمكانية توافر الماء السائل، كما هو الحال على كوكب الأرض. كما أكد الفريق الفرنسي (CNRS) أن Proxima B لا يحتوي على المياه وحسب، بل يمكن أن يكون هذا الكوكب (كوكب محيطات)، أي أن سطحه مغطى بالكامل بمحيط.
 كما قام الفريق الفرنسي بعمليات محاكاة اعتمدت على نصف القطر التقديري للكوكب، و التي بينت  أن الكوكب كثيف وذو نواة معدنية محاطة بوشاح (الطبقة بين النواة والقشرة) صخري، وسطح مائي تبلغ كتلته حوالي 0.05% من كتلة الكوكب الكلية.
عند الحد الأقصى، من ناحية أخرى، تُظهر المحاكاة أن نصف قطر الكوكب 8,920 كيلومتر (5,542.6 ميل)، مع كتلة مقسومة بالتساوي بين نواة صخرية والمياه المحيطة بها. يشرح الفريق البحثي: "في هذه الحالة، سيكون Proxima B مغطى بمحيط سائل واحد بعمق 200 كيلومتر."


كما يعتقد العلماء أن  Proxima B محاط بغلاف جوي غازي منخفض الكثافة، كما هو حال كوكبنا الأرض، على الرغم من قرب بروكسيما بي من بروكسيما سينتوري، حيث إن المنطقة التي يحتمل تواجد الحياة فيها أقرب بـ 25 ضعفاً مما في نظامنا الشمسي.
بالطبع، تبقى هذه مجرد عمليات محاكاة، وكما ذكرنا سابقاً، فإن جميع افتراضاتنا حول Proxima B يمكن تأكيدها ما أن يتم إطلاق التلسكوب الفضائي جيمس ويب سنة 2018.
                                   المجلة العلمية   Astronomy and Astrophysics

2 تعليقات

  1. الغرب يسبقنا بسنوات ضوءية ونحن لا زلنا تنازع في امور تافهة وسطحية اتمنى ان تواصلوا نشركم للمعرفة فالوعي الجمعي ضروري لاي نهضة بالتوفيق وشكرا

    ردحذف
  2. بالفعل أخي الوعي هو السبيل الوحيد من أجل نقلة نوعية, الطريق نحو التغيير لا يزال طويلا و شاقا لكنه ممكن

    ردحذف

إرسال تعليق

أحدث أقدم