إذا كان علينا أن نطلق اسما على عصرنا الحالي، فلن نجد تسمية أبلغ من كلمة " عصر القلق" فالكل يعاني تحت وطأة ضغوط الحياة، وسطوة الإرهاق الفكري الذي يتعاظم طرديا مع التطور العلمي المحموم.

قوة الفكرة
قوة الفكرة

عزيزي القارئ حاول أن تدرك أن كل شيء تمر به ما هو إلا مجرد فكرة، فغضبك من زوجتك أو أطفالك لأنهم رفضوا التصرف بطريقة معينة لا يعدو أن يكون مجرد فكرة، كما أن تغير مزاجك اثر ضائقة مالية ماهي إلا فكرة أخرى تضيف قلقا زائدا لحياتك.
حاول أن تنفصل عن جسدك، وحاول أن تشاهد نفسك تتصرف في مجموعة مختلفة من المواقف، وكأنك ممثل على خشبة المسرح، ترى جسدك يمر خلال الأطوار والأدوار التي خلقتها له، وأنت تعرف أنك لست تماما هذا الكيان المادي. إنك في هذا اليوم غير مرئي وغير مدرك للحواس لكنك يقظ وتعرف أنه باستطاعتك أن تتخلص مما بداخلك، وأنه مهما كان الذي تحس به فهو نتيجة لأفكارك أنت، وأنك إذا تمكنت من التخلص من الحقد والغضب في هذه اللحظة فلن يكون ذلك نتيجة لأسباب خارج جسمك ولكن بسبب ما بداخلك. إن الأفكار الودية والمتجانسة ينتج عنها الحب والانسجام الذي تمنحه للآخرين بغض النظر عما يبذر منهم من تصرفات وأفعال، أما أفكارك غير المتجانسة والبغيضة فلن ينتج عنها سوى الكره والغضب.

إن كلتا الحالتين تعكسان معتقداتك عن العالم الذي تعيش فيه، وأن جميع المشاعر التي تعيشها تقبع بداخلك، حيث إن الخوف والسعادة والغضب والقلق هي جميعا مشاعر حقيقية بالنسبة لك مثلما يحدث في الحلم عندما تجد نفسك تلهث وتتنفس بصعوبة والعرق يتصبب منك لأن شخصا ما يطاردك. إن عملية التنفس بصعوبة والعرق المتصبب  من جبينك حقيقية لكن الأشخاص والأحداث في حلمك من ابتكارك واعلم بأن أفعالك هي المادة التي تتكون منها حياتك. وأن ردود أفعالنا تجاه حياتنا تحددها فقط أفكارنا، لذا ابدأ من الآن بدراسة ردود أفعالك السلبية بدلا من القاء اللوم على الأحداث والأشخاص. فالعالم الخارجي لا طيب ولا شرير ولكن اعتقادنا عنه هو الذي يحدد صفاته فمثلا عندما نقارن بين الحمامة والأفعى فإننا نعتبر الحمامة رمزا للخير والحية عنوانا للشر أليس كذلك الآن تخيل نفسك حبة قمح كيف ستنظر للمخلوقين ألن تصف الحمامة بالوحشية لأنها تهدد بقاءك والأفعى بصفات النبل والرحمة، فقط لأنك لست ضمن قائمة طعامها.
 

التعاليق

أحدث أقدم