أهلا وسهلا بمتابعي مدونة محيط المعرفة الثقافية.
عندما حاصرت اسبارطة أثينا وانزلت الهزيمة بها في نهاية القرن 5 قبل الميلاد تحولت السيادة السياسية عن أثينا أم الفلسفة اليونانية والفن، مما أدى إلى انحطاط نشاط واستقلال العقل الأثيني. وباعدام سقراط في عام 399 قبل الميلاد ماتت روح أثينا معه، لتتريث قليلا في تلميذه الفخور أفلاطون.
كيف هزمت روح الشرق فكر وفلسفة الغرب؟
لقطة من فيلم الإسكندر يظهر فيها البطل في مواجهة قائد الجيش الهندي

ثم هزم فليب المقدوني الأثينيين في عام 388 ق.م واحرق الأسكندر مدينة طيبة العظيمة بعد ذلك بثلاثة أعوام .لقد بقي الاسكندر متوحشا على الرغم من جهود ارسطو في محاولة تثقيفه, ولكن على الرغم من وحشيته هذه فقد تعلم توقير الثقافة اليونانية واحترامها، وكان يحلم بنشرها في الشرق ابان انتصارات جيوشه. لكنه باعتقاده هذا قد قلل من أهمية قوة المقاومة في العقل الشرقي واغفل جوهر وعمق الحضارة الشرقية فقد تغلبت روح الشرق على الاسكندر نفسه في أوج انتصاراته ودفعته للزواج بابنة داريوس ملك الفرس وتبنى التاج والزي الرسمي الفارسي. واستقدم إلى اروبا الفكرة الشرقية عن حق الملوك المقدس.

وأخيرا فاجأ اليونان بإعلان نفسه الها بطريقة شرقية جليلة. مما دفع باليونانيين إلى السخرية من قائدهم، ولاقى بعد ذلك حتفه تشبع الجسم اليوناني بهذه الروح الشرقية عبر نفس خطوط المواصلات والطرق التي شقها الفاتح الشاب. وتداعت السدود المنهارة أمام سيل الأفكار الشرقية، وازداد انتشار الديانات الخرافية الغامضة التي كانت قد تأصلت في نفوس الهيلينيين الأكثر فقرا، ولم يكن استقدام الفلسفة الرواقية أو الزينونية، التي جاء بها التاجر الفينيقي زينون إلى أثينا سوى وجه واحد للتسرب الشرقي الواسع الذي دخل اليونان. لقد كان المذهب الرواقي والأبيقوري استسلاما وقبولا للهزيمة، ومحاولة لنسيان الهزيمة في أحضان اللذة والسرور، ومجرد نظريات حول كيفية بلوغ السعادة على الرغم من ذل الاستعباد والخضوع.
                           
                                             كتاب قصة الحضارة لويل ديورانت
                                            

التعاليق

أحدث أقدم