اسأل نفسك ماذا تريد على وجه التحديد، هل تريد لنفسك زواجا ناجحا، أم تريد أن تربح الكثير من المال، أم تريد امتلاك سيارة فاخرة، أم أن تحصل على مركز مرموق أم أنك تبحث عن الشهرة أو حتى انقاذ العالم والقضاء على الشرور...
مهما كان ما ترغب فيه أو تطمح إليه فإن عليك أن تسأل نفسك، لماذا أريد هذه الأمور؟

كيف تصنع سعادتك من لا شيء؟
كيف تصنع سعادتك من لا شيء؟

ألا تريد سيارة جميلة لأنك ترغب في الواقع التمتع بتحقيق إنجازات ترفع من قيمتك الاعتبارية لذا الناس من جراء امتلاكك لهذه السيارة؟ لماذا تريد حياة زوجية ناجحة؟ أليس لأنك تشعر بأن ذلك سيجلب لك مشاعر الحب والمودة والدفء؟ هل تريد انقاذ العالم طمعا في مشاعر الحب والتقدير الناجمة عن عمل جليل تقدمه للإنسانية.
أليس كل ما تريده في الواقع هو أن تحقق تلك الأمور أو النتائج المادية التي تراها وسيلة للتوصل لمشاعر وعواطف داخلية معينة ترغب فيها. باختصار فأنت ترغب في أن يقوم العالم الخارجي في تغيير عالمك الداخلي ؟؟؟
يخبرنا العلم الحديث أن عواطفنا ما هي إلا عواصف كيميائية بيولوجية متوضعة في غددنا الصماء تفرز على شكل هرمونات فمثلا هرمون الدوبامين الذي يفرز بمستويات عالية في مراحل الطفولة الأولى، يجعل الأطفال يفرحون لأبسط الاشياء ومنشغلين في مرحهم ولعبهم ويضحكون على أتفه المواقف والاشياء فهم لا ينتظرون من عالمهم الخارجي أن يحدد سعادتهم. في حين تقل نسبة افرازه كلما تقدم الانسان في العمر، ولهذا نجد الكبار يسيطر عليهم الحزن والكآبة، ويقل الضحك لديهم، وتكون انفعالاتهم هادئة. كما أن أدوية الإدمان ترفع من مستويات الدوبامين إلى نفس مستوى وجوده في الدماغ.
كل ما عليك أخي القارئ أن تفعله هو أن تتعلم التحكم في استجاباتك العاطفية بطريقة واعية بدل أن تعيش في حالة من ردود الأفعال وأن تعرف أن كل ما تفعله إنما تفعله لتجنب الألم والحصول على اللذة، غير أنه بإمكانك أن تغير من حالك عندما تغير من اعتقادك في الأشياء التي تحقق لك السعادة أو تجلب لك الألم لأن السعادة في آخر المطاف قرار عقلي تتبعه العواطف فقرر الآن الشعور الذي تريد أن تحظى به.

التعاليق

أحدث أقدم