كثيرا ما تبهرنا هوليهود بأفلام الجماعات السرية، ورجال المخابرات، والجواسيس. لكن الحقيقة في بعض الأحيان تكون أكثر ابهارا وغرابة من الخيال، وهذا ينطبق على طائفة الحشاشين التي أسسها حسن الصباح وهي جماعة إسماعيلية باطنية انشقت عن الحكم الفاطمي واستقرت في منطقة جبلية وعرة تعرف بقلعة آلموت بإيران والتي أرعبت العالم طيلة قرنين من الزمن بتداءً من 1090م وصولاً إلى 1273م.
الباحث عن الفردوس

 وأقل ما يقال عن أفراد هذه الطائفة أنهم قتلة محترفون في الاغتيالات الانتقائية للشخصيات البارزة، وقد ساعدهم على ذلك براعتهم على التنكر والاندماج ضمن حاشية الملوك والشخصيات المرموقة، ولمدة طويلة فقد نفذوا طيلة ثلاثة قرون اغتيالات طالت أعداؤهم الدينيين والسياسيين، وكلمة حشاشين استخدمها الأوروبيون مرادفا لكلمة Assassin والمقصود منها القاتل المحترف المأجور. 
كون حسن الصباح نواة جماعته بجلب فتيان ما بين الثانية عشر والعشرين من العمر، وخاصة من القرى وضواحي المدن حيث يختار كل من رأى فيه قابلية لان يكون مجرما وقاتلا.

وعبر المجلس الذي يعقده كل يوم، كان يتحدث عن مباهج الجنة، وفي أحيان كثيرة يوضع مخدر في شراب الفتيان الذين يحملون في نصف وعيهم إلى جنته الاصطناعية، وحين يفيقون يجدون أنفسهم بكل حواسهم في الجنة وبكل التفاصيل التي ذكرها حسن الصباح.
ويقول الرحالة الشهير ماركو بولو في معرض كلامه واصفا ما كان يجري في قلعة آلموت معقل الحشاشين.
"أنه كانت فيها حديقة كبيرة ملأى بأشجار الفاكهة، وفيها قصور وجداول تفيض بالخمر واللبن والعسل والماء، وبنات جميلات يغنين ويرقصن ويعزفن الموسيقى، حتى يوهم شيخ الجبل أتباعه أن تلك الحديقة هي الجنة، وقد كان ممنوعاً على أيّ فرد أن يدخلها، وكان دخولها مقصوراً فقط على من تقرّر أنهم سينضمون لجماعة الحشاشين. كان شيخ الجبل يُدخِلهم القلعة في مجموعات، ثم يُشرِبهم مخدّر الحشيش، ثم يتركهم نياماً، ثم بعد ذلك كان يأمر بأن يُحملوا ويوضعوا في الحديقة، وعندما يستيقظون فإنهم سوف يعتقدون بأنهم قد ذهبوا إلى الجنة، وبعدما يُشبعون شهواتهم من المباهج كان يتم تخديرهم مرة أخرى، ثم يخرجون من الحدائق ويتم إرسالهم عند شيخ الجبل، فيركعون أمامه، ثم يسألهم من أين أتوا؟، فيردون: "من الجنة"، بعدها يرسلهم الشيخ ليغتالوا الأشخاص المطلوبين؛ ويعدهم أنهم إذا نجحوا في مهماتهم فإنه سوف يُعيدهم إلى الجنة مرة أخرى، وإذا قُتلوا أثناء تأدية مهماتهم فسوف تأتي إليهم ملائكة تأخذهم إلى الجنة! "
في الفيديو المصاحب الذي أنتجته الجزيرة ستجدون المزيد من التفاصيل العجيبة عن حسن الصباح وطائفة الحشاشين.


التعاليق

أحدث أقدم