بعد رحلة ناهزت الخمس سنوات وصلت "جونو" المركبة الفضائية التي أطلقتها وكالة ناسا إلى مدار المشتري، في الرابع من يوليوز عام ٢٠١٦، بعد أن قطعت مسافة تقدر ب٨٩٠ مليون كيلومتر.
المركبة "جونوJuno" تصل أخيرا إلى المشتري
المركبة "جونوJuno" تصل أخيرا إلى المشتري

 هذا العملاق الغازي يمتلك حقلا مغناطيسيا قويا، سيجعل مهمة المركبة جونو صعبة. لأن الاستقرار في مدار حول هذا الكوكب لن يكون أمرا سهلا خصوصا وأن ارسال إشارة لا سلكية إلى المركبة يستغرق 48 دقيقة ونفس المدة لاستقبال إشارات من هناك، وهذه الإشكالية في التواصل مع المركبة سيزيد من صعوبة المهمة ومن التعامل مع أي شيء طارئ قد يصيب المركبة.كطبقة الهيدروجين، التي تشكل 90% من غلافه الجوي، والتي يمكن أن تتحول بفعل الضغط الشديد إلى مادة موصلة للكهرباء، ومن شأن ذلك أن يدمر المركبة.

من الأهداف المراد تحقيقها في هذه الرحلة هي فك الألغاز المحيطة بطبيعة المشتري. فلو كانت كثافة الهيدروجين أعلى ب 13 ضعفا لتحول إلى نجم ثان في مجموعتنا إلى جوار الشمس، لكن كثافته الحالية لا تسمح بتفعيل الاندماج النووي الذي نجده عادة في النجوم. كما يريد العلماء التأكد إن كان هذا النجم يمتلك بالفعل لبا صخريا بحجم الأرض، كما تنبأ بعض العلماء. والأهم من ذلك العثور على الهيدرجين بحالته السائلة مما سيوفر مصدرا للطاقة لا ينضب أبدا، لأن كتلة المشتري تساوي ضعف كتلة كواكب المجموعة الشمسية مجتمعة.

تقدر تكلفة الرحلة بحوالي مليون دولار، رصد جزء كبير منها في تزويد المركبة بأحدث أدوات القياس وكاميرات لرصد الأشعة ما تحت الحمراء و الأشعة ما فوق البنفسجية لرصد الغلاف الكهرومغناطيسي لكوكب المشتري. ستقوم هذه المعدات بقياس حالات الطقس والعناصر الكيمائية المتواجدة على الكوكب، أيضاً ستقدم لنا جونو كميات هائلة من البيانات التي تتعلق بالترددات القصيرة المنبعثة من تحت الغلاف الجوي الكثيف، مما سيساهم بأن نفهم عمق الأعاصير الحاصلة على الكوكب، خصوصا تلك المتعلقة بالبقعة الحمراء المشهورة و تقارير مفصلة حول الماء ضمن الغلاف الجوي لكوكب المشتري و قياس كمياته ومصدره، هذا قد يجيب على سؤال هام جداً حول مصدر الماء على كوكب الأرض.

التعاليق

أحدث أقدم