الكل يركض وراء النجاح ويسعى إلى تحصيله لكن ماذا بعد النجاح؟ هذا سؤال جوهري يحتاج منا وقفة تأملية لا بد أنك أخي القارئ تعرف الكثيرين ممن حققوا نجاحات باهرة، يا ترى كم منهم استمر في تحقيق النجاح مرة تلو أخرى، لا بد أنهم قلة أولئك الذين استطاعوا الاستمرار على هذا المنوال سواء كانوا أفراد أو شركات أو مؤسسات كبرى.
النجاح بداية الفشل!!
النجاح بداية الفشل!!

فأكثر أوقات نجاحك تجعلك عرضة للفشل بسبب حالة الرضى المفرط الذي يمكن أن يؤدي إلى نوع من الغرور والتراخي والثقة الزائدة بالنفس وهذا كله كفيل بإيقاف الابتكار والابداع ويجعل المرء يقبع في منطقة الأمان الخاصة به خوفا من المجازفة والاكتفاء بما تحقق. فبعدما كان المرء مبادرا ويميل إلى المخاطرة يتحول إلى النقيض خائفا هيابا ميالا إلى الدفاع عما حصله مبددا طاقته في حماية مكتسباته لحظة النجاح الأولى بدل مواصلة العمل بنفس الفعالية والروح.

وكمثال على ذلك ما وقع للرئيس التنفيذي لشركة نوكيا أثناء إلقائه لكلمة بعد بيع شركة Nokia المفلسة للعملاق Microsoft وهو يجهش بالبكاء قائلا "نحن لم نفعل أي شيء خاطئ، لكن بطريقة ما، خسرنا". مما دفع بكل الحاضرين إلى البكاء. فشركة نوكيا من الشركات المرموقة والمحترمة لكن ما غاب عنهم هي روح التجديد والابتكار وكما هو معروف " العنصر المسيطر في أي نظام هو العنصر الأكثر مرونة " وما افتقدته نوكيا هو المرونة الكافية لمجاراة السوق والمنافسة المحتدمة بين المؤسسات العملاقة.

هذا ما دفع ريتشارد كاريون للتعبير عن ذلك بقولته الشهيرة " لا شيء يفشل كالنجاح" وما أفصح عنه ديفيد نييلمان حينما قال عندما تحقق مكاسب و أرباحا كبيرة تميل الى التفريط في جودة أدائك " وللخروج من مأزق النجاح القاتل يجب أن تتفانى في عملك وتنمي باستمرار كفاءتك وسرعة أدائك وتحاول أن تضيف قيمة أكبر لمنتوجك النهائي وتتعلم كل يوم شيئا جديدا وبتعبير بسيط حاول أن تحافظ على جوعك للنجاح لأنك إذا توقفت عن الإحساس بجوع النجاح ستبدأ رحلتك نحو القاع  وكما يقال إذا وجدت نفسك لا تتقدم فاعلم أنك تتقهقر لأن الحياة مبنية على الحركة وليس الثبات.لأنك إن لم تتغير فسيتم استبعادك من المنافسة، فالإنسان يظل ناجحا ما دام يحرص على الاستمرار في النجاح فإذا ظن أنه وصل إلى القمة فقد حكم على نفسه بالفشل.

كتاب "دليل العظمة" لروبن شارما

التعاليق

أحدث أقدم