قراءنا الأعزاء، بحكم عيشنا في مجتمع يعتمد على التواصل فنحن معرضون لعدد لا يحصى من رسائل الإقناع، مصممة لتغيير مواقنا وسلوكياتنا وحتى معتقداتنا من دون اللجوء إلى العنف والإجبار، لذى فمن الضروري كشف هذه الأساليب واستخدامها لصالحنا.بعد أن تناولت بالشرح كلا من أسلوبي البرهان الاجتماعي وكذلك مبدأ المحبة سيرتكز موضوعنا لهذا اليوم على المبدأ الثالث ألا وهو التشابه.


سلسلة أساليب الإقناع النفسي :أسلوب التشابه
التشابه

أسلوب التشابه

تخيل معي أن تتواجد في بلد أجنبي لا تعرف فيه أي أحد وفجأة تصادف شخصا من من حيك أو حتى من مدينتك أو بلدك الأم، ألا تحس بالألفة نحوه وكأنه واحد من عائلتك، وفي المقابل لو التقيت معه في موطنك فحتما سيكون تجاوبك معه مختلفا.
كلنا نرتاح ونميل لتصديق الأشخاص المشابهين لنا، سواء كان التشابه في نطاق الرأي أوالصفات الشخصية أو خلفية الشخص الثقافية أو نمط الحياة أو حتى الزي الموحد.
ومفتاح هذا الأسلوب هو إيجاد الصفات المشتركة التي تجمعك بالشخص المراد إقناعه سواء : الطبقة الاجتماعية -هواية مشتركة-نفس التوجه الفكري أو الأيديولوجي -تشجيع نفس الفريق ...... ربما تكون هذه الصفة المشتركة حقيقية أو يتم إيهام الشخص الأخر بذلك والغرض من ذلك هو بناء نوع من الألفة تكسر بها حاجز الحذر بينك وبينه .

فقد أظهرت الدراسات أننا نميل لمساعدة أولئك الذين يلبسون مثلنا ،في إحدى الدراسات التي أجريت في السبعينات عندما كان الشباب يميلون لارتداء  ملابس الهيبيين(حركة شبابية مناهضة للتوجه الرأسمالي )،ارتدى  الباحثون لباس الهيبيين ،وطلبوا من طلاب الكليات في الحرم الجامعي  مبلغ عشر سنتات لإجراء اتصال هاتفي عندما كان الباحث يلبس نفس لباس الطالب كان يحصل على استجابة للطلب في أكثر من ثلثي الحالات، لكن حينما كان الطالب والسائل يلبسان لباسين مختلفين اعطيت العشر سنتات في أقل من نصف الحالات.

إن التشابه يولد لدينا نوعا من الفعل الشرطي تجاه منبه خاص(الصفة المشتركة)، لدى علينا الحذر منه فقد يكون هذا التشابه موجودا في أذهاننا فقط..
  
                                                                     كاتب المقالة : هشام بوتشيشي

التعاليق

أحدث أقدم